الصين مستقبلنا

الصين مستقبلنا

الصين مستقبلنا

 السعودية اليوم -

الصين مستقبلنا

بقلم : عبد الرحمن الراشد

هناك بلدان قد يلعبان دوًرا حاسما في المستقبل القريب للسعودية، ودول الخليج بشكل عام، هما الصين والهند. عامل رئيسي واحد قادر على أن يغير المعادلة أن البلدين يمثلان أكبر سوقين تنموان في العالم في وقت تشبعت فيه الأسواق الكبرى الأخرى أو انكمشت من حيث وارداتها النفطية. ومن الجلي أن الرياض تتجه نحوهما كما نرى في الزيارتين المتتاليتين للصين اللتين يقوم بهما ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن مساعيه لمواجهة المتغيرات المحيطة وتنمية الموارد الاقتصادية. التوجه للصين والهند تتبناه أيًضا عدد من الدول الأخرى الصناعية والبترولية، ونراها تتسابق للفوز بحصة هناك، إلا أن ما يميز السعودية أنها خزان النفط الأكبر في العالم، والأرخص كلفة، والأكثر تجهيًزا، ولا تخضع
لعقبات أو عقوبات كما هو الحال مع إيران مثلاً.

هل تستطيع السعودية أن تتبنى استراتيجية التحول شرًقا بعد عقود من العلاقة مع الغرب؟ لحسن الحظ في المرحلة الحالية لا توجد هناك محاذير كما كان موجوًدا إبان محاور الحرب الباردة، فقد كانت الدول تخاطر عندما تحاول تغيير نهجها السياسي، هذا إذا استطاعت الانتقال. التوجه نحو الصين والهند ليس مشروًعا سياسًيا بحًتا، حيث ستظل العلاقات مع الغرب قوية لأنه الأكثر تأثيًرا سياسًيا على المنطقة، والعلاقة المميزة مع كل من الصين والهند ستعزز نفوذ السعودية وأهميتها الاستراتيجية إقليمًيا ودولًيا، ومع الغرب تحديًدا.

استثمار العلاقة مع الصينيين والهنود في مشروع اقتصادي كبير ليس مهمة سهلة، هو فتح عالم جديد. سيتطلب هجمة إيجابية بإمكانات حكومية كبيرة؛ هناك أدوار متعددة ومتكاملة من الشركات، والبنوك، والصناديق، والغرف التجارية والشراكات الثنائية، ورجال الأعمال، والمراكز البحثية والجامعية، والمؤسسات الحكومية المتخصصة. ولأن الصين تكاد تكون مؤسسة واحدة، فهي أكثر انتظاًما في التعامل من خلال أجهزتها الحكومية العليا، والمؤسسات الرسمية هي المحرك الفعلي للعلاقة والمعاملات الخارجية. أما نموذج
الهند فإنه يترك للقطاع الخاص إدارة شؤونه إلى حد كبير.

في العلاقة القديمة مع الأسواق الاستهلاكية الكبرى، مثل بريطانيا ولاحًقا الولايات المتحدة، عاشت منطقتنا على التبادل التجاري القائم على مبيعات النفط، ولا يزال هو العامل الأساسي في تعاملاتنا مع الصين والهند أيًضا. واليوم المأمول أن تكون سلة العلاقات متنوعة. فالصين والهند الوحيدتان القادرتان على تعويض الناقص من الأسواق الغربية، مثل تراجع مبيعات النفط إلى الأسواق الأميركية. وتتيحان فرصة كبيرة لطموحات الحكومة بزيادة مبادلات البلاد الاقتصادية التي تتطلب فكًرا أكثر إبداًعا واعتماًدا أكبر على القطاع الخاص ليقوم بدوره متميًزا بالمرونة والسرعة والتأقلم.

وتتشابه الصين والهند في حذرهما من خلط السياسة بالتجارة، مع أن الصين تحديًدا من مصدري السلاح الرئيسيين في العالم، والسعودية لها تجربة ناجحة منذ التسعينات. امتناع البلدين الآسيويين عن التورط في حروب المنطقة وتحالفاتها سيعني استمرار العلاقة الخاصة مع الدول الكبرى طالما استمرت الصراعات.

arabstoday

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

GMT 17:15 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

هل تعيد غزة التفاوض الأميركي الإيراني؟

GMT 10:44 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

من الأردن إلى باب المندب

GMT 17:17 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

كيف تغيَّرت غزة؟

GMT 10:19 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

بين السَّلام والسِّلاح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين مستقبلنا الصين مستقبلنا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab