الجيل الثالث من التنظيمات الإرهابية

الجيل الثالث من التنظيمات الإرهابية

الجيل الثالث من التنظيمات الإرهابية

 السعودية اليوم -

الجيل الثالث من التنظيمات الإرهابية

بقلم : عبد الرحمن الراشد

الأخبار السعيدة أننا لم نعد نسمع شكاوى الأهالي من سفر لأبنائهم للقتال في سوريا٬ وانقطعت الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت تعزي في قتلاهم هناك أيًضا!

يبدو أن عمليات التجنيد التي كانت منتشرة قد تقلصت كثيًرا بعد الملاحقات الأخيرة٬ ورحلات المقاتلين إلى بوابات الحرب إلى سوريا شبه توقفت.

فقد أثمر التعاون الإقليمي في التضييق على الدعاية السياسية٬ والدينية٬ وجمع الأموال المناصرة لـ«الدعوات الجهادية»٬ لكن هذا السكوت لا يعني أنه لم يعد هناك متعاطفون مع تنظيمي داعش وجبهة النصرة٬ بل تقلص نشاطهما.

وتزامن تجفيف منابع الدعم الخارجي مع عمليات مطاردة وقصف تستهدف التنظيمين داخل سوريا٬ ضمن حرب كبيرة يذاع القليل عنها٬ حيث تتعاون كثير من الأجهزة الأمنية الإقليمية والدولية في تعقب هذه الجماعات وتحديد مواقعها وقياداتها٬ واستهدافها بالقصف اليومي.

ولأننا لا ندري عدد أفراد هذه «الجماعات الجهادية» فإنه يصعب أن نصدق التقديرات المتداولة عن حجم خسائرها٬ حتى تقدير عدد العرب والأجانب بينهم غير معروف٬ حيث تأرجحت الأرقام بين السبعة آلاف والثلاثين ألف مقاتل غير سوري منخرطين في الحرب هناك. وأجزم أنه لن يمكن تدمير خلاياها تماًما٬ بدليل وجود بقايا من «جهاديين» لا يزالون يقاتلون في أفغانستان والعراق إلى اليوم. السر في الحرب والفوضى.

وما دام استمرت الحرب في سوريا ستبقى هناك جيوب متطرفة تقاتل٬ ولا أستبعد أن تعود لاحًقا بقوة بسبب استراتيجية التحالف الخاطئة باستهداف فريق واحد.

في الوقت الحاضر٬ من الواضح أن «داعش» يعاني خسائر كبرى في صفوفه في سوريا. من ناحية يمكننا أن نعده تطوًرا إيجابًيا٬ لأنه يخلص القضية السورية من جماعة إرهابية تمثل مشكلة كبيرة اليوم٬ وستمثل مشكلة أعظم للمنطقة لاحًقا.

ومن ناحية أخرى٬ نرى أنه سيزيد من حدة الاقتتال بين الفريقين الرئيسيين في سوريا٬ قوات الأسد مع حلفائه٬ ضد المعارضة السورية المسلحة. ففي الوقت الذي تقوم فيه قوات التحالف الدولي بعمليات تصفية ضد فريق واحد من الإرهابيين: «داعش» تحديًدا٬ فإنها لا تفعل شيئا على الإطلاق ضد الجماعات الإرهابية الأخرى٬ مثل «حزب الله» اللبناني و«عصائب الحق» العراقية٬ التيُتمارس عمليات تصفية طائفية مشابهة لما يفعله تنظيم داعش! وهو ما سبق أن عبر عنه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد٬ الذي قال: إنهم يؤيدون ويدعمون عمليات القضاء
على «داعش»٬ لكن ماذا عن المجاميع الإرهابية على الطرف الآخر٬ التي تقتل المدنيين على الهوية الطائفية؟

الأرجح أن سياسة اختصار الحرب في سوريا على مقاتلة «داعش»٬ قصيرة النظر٬ وستتسبب لاحقا في توسيع حالة من الاقتتال الإرهابي بين الطائفتين٬ أولاً٬ نتيجة
استمرار العنف٬ بسبب فشل الحل السياسي٬ وثانًيا مع الاستمرار والإصرار على فرض فريق الأسد بالقوة على غالبية الشعب السوري.

ستقول قيادة التحالف الدولي إن مهمتها محددة في سوريا٬ فقط القضاء على «داعش»٬ وليس الانخراط في الحرب الأهلية. في الواقع٬ هذه سياسة عمياء لا تستطيع أن تقرأ الأزمة٬ التي لها ديناميكية بأبعاد مختلفة.

وحتى لو قضى التحالف على كل مقاتلي التنظيم المتطرف فإنه سيعود إلى الحياة في حال استمرت الحرب٬ ولم يوجد مشروع سياسي مقبول يقصي بشار الأسد٬ المسؤول عن قتل نصف مليون إنسان وتشريد عشرة ملايين آخرين. حتًما سيظهر «داعش» جديد في سوريا وخارجها.

الحالة سبق أن حدثت في العراق٬ عندما تولت العشائر السنية مع القوات الأميركية القضاء على تنظيم القاعدة٬ لكن٬ لاحًقا٬ نتيجة ممارسات حكومة بغداد التسلطية والعدائية ظهر تنظيم بديل اسمه داعش٬ وفي زمن قصير٬ تمدد شمالاً إلى سوريا٬ وشكل قوة أقوى من تنظيم القاعدة البائد. وهنا على التحالف أن يدرك خطورة حملته الحالية٬ لأنها ستعمق الأزمة٬ حتى وإن نجحت في تشتيت التنظيمات الإرهابية٬ لأنها تعيش وسط خزان بشري هائل من ملايين السوريين المشردين٬ الذي يمكنها أن تغرف منه وتجند الآلاف٬ خصوصا أن حملة التحالف العسكرية تركت الميليشيات الأجنبية٬ من لبنان والعراق وباكستان٬ الموالية للأسد٬ طليقة اليدين ُتمارس حرًبا طائفية ضد السكان المحليين٬ من المؤكد أن يظهر جيل ثالث من الإرهابيين أكثر تصميًما وخطورة!

arabstoday

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

GMT 17:15 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

هل تعيد غزة التفاوض الأميركي الإيراني؟

GMT 10:44 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

من الأردن إلى باب المندب

GMT 17:17 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

كيف تغيَّرت غزة؟

GMT 10:19 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

بين السَّلام والسِّلاح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيل الثالث من التنظيمات الإرهابية الجيل الثالث من التنظيمات الإرهابية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab