بقلم - مشعل السديري
غداً يبدأ عيد الميلاد (الكريسماس)، وأصبح الاحتفال به تقليداً شبه عالمي، ولم يعد مقتصراً على المسيحيين، وإنما هو تقليد يكسر روتين الحياة، ويستمر إلى أن يبلغ ذروته برأس السنة الميلادية الجديدة.
والحدث الذي لا ينسى أبداً، هو يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) عام 1914، عندما توقفت الحرب لفترة وجيزة بين قوات بريطانيا وألمانيا لتبادل التهاني ولعب مباراة كرة قدم فيما عرف فيما بعد بهدنة عيد الميلاد، يقال إن الألمان فازوا بهدفين مقابل هدف، لكن الأرجح أن الفائز الحقيقي تلك الليلة كان سمو المشاعر الإنسانية خلال فترة مظلمة بتاريخ البشرية، وهي الحرب العالمية الأولى، وكملّت الناقص (الثانية). وتشارك بعض البلاد الإسلامية في هذا الحدث – خصوصاً إذا كان فيها جاليات مختلفة - مثل دولة الإمارات، حيث ارتفعت في العاصمة أبوظبي شجرة عيد ميلاد رأس السنة ارتفاعها 13 متراً، وقد تكون هي الشجرة الأغلى في العالم؛ إذ بلغت تكلفتها ما يربو على 11 مليون دولار – وذلك قبل سنوات -
وشهد فندق (أميريتس بالاس) الفاخر من درجة 7 نجوم هذا الحدث الاستثنائي.
وتعود تكلفة الشجرة العالية إلى الكرات وغيرها من الأحجار الثمينة التي تزينها، والتي بلغ عددها 181 حجراً من الزمرد واللؤلؤ والماس، بينما لا يتجاوز ثمن الشجرة بحد ذاتها 10.000 دولار، وأكد المسؤول أن الشجرة بما تحتويه من أحجار كريمة تخضع لحراسة مشددة. غير أن هناك شجرة كريسماس أخرى مختلفة عنها جداً، فهي مصنوعة من 80 ألف ملعقة بلاستيكية مستعملة من مطاعم الوجبات السريعة، وكذلك علب وزجاجات ومصاصات للشرب، والعصي الصغيرة والمصنوعة من الخيزران، وكلها صديقة للبيئة.
وقد قام طلاب من جامعة ترانز وورلد بمدينة دوليو بتصميم تلك الشجرة، ومن المقرر أن تضاء الشجرة لمدة أسبوعين في مركز تجاري بتايشونغ غربي تايوان.
وإنني بدوري أسألكم: هل تريدون الصراحة أم بنت عمها؟! إذا كنتم تريدون الصراحة، فأقول لكم: شجرة (تايوان) أفضل عندي من شجرة الإمارات ألف مرّة، ولا بد من التنبيه أن أعياد الميلاد ليست كلها فرحة، فبعضها لا يخلو من اللصوصية، فهذا (بابا نوبل) المفترض أن يقوم بتوزيع الهدايا كعادته، وإذا بالذي يتقمص شخصيته مجرد لص محترف يقوم بهذا الدور، وقد رصدته كاميرات المراقبة في أحد المراكز التجارية في العاصمة الأسترالية سيدني، عندما فتح إحدى خزائن المركز وسرق مبلغاً كبيراً من المال منها.
وقبضوا عليه، قضى (الكريسماس والنيو يير) في السجن.