بقلم - طارق الشناوي
إسرائيل دولة عنصرية متعصبة لكل ما هو يهودى، وهكذا حتى البريطانية هيلين ميرن التى أدت باقتدار دور جولدا مائير، لم تسلم من غضبهم، قالوا كيف تؤدى الشخصية وهى ليست يهودية؟!.
سخرت هيلين وردت قائلة هل نعرف من هو اليهودى وغير اليهودى فى هذه الغرفة؟، تفصيله دقيقة إلا أنها ترصد ملامح حالة التعصب التى يعيشونها، بينما لو قارنت ما يجرى فى إسرائيل بما نعيشه فى مصر، تكتشف أن هانى شنودة وضع ألحان أغنية عن الرسول عليه السلام، وأن من كتب الجزء الأول لمسلسل (محمد رسول الله) الكاتب الراحل كرم النجار، واسمه الثلاثى كرم وديع النجار، ولم يعترض أحد بل أكثر من ذلك، لم يذكر أحد وقتها تلك المعلومة، لأن هذا هو العادى، نحن تذكرناها فقط قبل عامين مع رحيل كرم النجار، وفيروز غنت للقدس ولسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفى مرحلة ما كان هناك تفكير لتقديم حياة (بابا العرب) البابا شنودة فى عمل فنى، لم تشترط الكنيسة ولم يحبذ المسيحيون مثلا ضرورة أن يؤدى الدور مسيحى، وفى مسلسل خالد بن الوليد أدى دوره باسم ياخور المسيحى الديانة.
قطعًا إسرائيل سعيدة بفيلم (جولدا) الذى يزيف الحقائق، إلا أنها كما يبدو فرحة لم تكتمل بسبب ديانة بطلة الفيلم.
يصعد السؤال أين الفيلم المصرى العالمى الذى نتناول فيه بكل التفاصيل ما حدث بكل دقة، قبل نحو عشرة أيام قال هنرى كيسنجر إن أمريكا تدخلت بكل ثقلها فى الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر، حتى تعدل كفة الميزان لصالح إسرائيل، هل نروج لرواية كيسنجر أم نرد عليه بالوثيقة؟ خاصة وأن فيلم (جولدا) أشار إلى لقاء كيسنجر مع جولدا فى تل أبيب، فى عز الحرب، المنطق هو أن نسارع بذلك الآن قبل الغد.
اعترفت مصر بالثغرة وكان الجيش المصرى قادرا على سحقها فى لحظات، لولا اعتبارات سياسية قدرها القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس أنور السادات.
غنى عبدالحليم حافظ بكلمات أحمد شفيق كامل وتلحين كمال الطويل (خللى السلاح صاحى)، لو أعدت الاستماع إليها ستكتشف أنها تختلف تماما فى نبضها الموسيقى وإيقاعها عن كل أغنيات انتصار 73، الأغنية حملت وقتها شيئا من الانكسار وأيضا الرغبة فى سحق الثغرة، إلا أن هذا لا يعنى عسكريا أنه يعد بمثابة انتصار لإسرائيل فى الجولة الأخيرة.
الهدف من معركة العبور تحقق وتم إثباته عمليا وهو أن الجيش المصرى كما ذكر أنور السادات بالضبط لقن العدو درسًا لا ينسى.
ويبقى أن يرى العالم هذا الدرس، مجسدا على شريط سينمائى، أمس ذكرت أن أنور السادات كلف عمر الشريف بعد 73 بتقديم هذا الفيلم ومنحه ميزانية مفتوحة، عمر الشريف تراجع كما ذكر لى لأنه كان يخشى ألا يأتى الفيلم على مستوى الترقب، هذا هو فقط ما ذكره عمر الشريف، ولكن الآن من الممكن أن أضيف أيضا سببا آخر، ربما كان عمر الشريف يخشى من غضب اللوبى الصهيونى، فى هوليوود وكان فى تلك السنوات، فى عز نجوميته العالمية، ولا أستبعد أن هناك من حذره لو أنه أكمل المشروع.
حق الأجيال القادمة علينا أن نقدم لها ما حدث فى ملحمة 6 أكتوبر، ولايزال عدد من شهود العيان قادرون على التذكر، وتحتفظ الدولة بمئات من التسجيلات الحية للجنود والضباط الإسرائيليين الذين تم أسرهم واعترفوا بكل التفاصيل. أتمنى أن نسارع بالتنفيذ، حتى يعرف العالم بالضبط ما الذى حدث فى معركة 73؟.