المستفيدون من «المصائب»

المستفيدون من «المصائب»

المستفيدون من «المصائب»

 السعودية اليوم -

المستفيدون من «المصائب»

بقلم - محمود خليل

جدل كبير أثير على مواقع التواصل الاجتماعى منذ ظهور «كورونا» فى الصين حول طبيعة هذا الفيروس، وهل هو فيروس طبيعى متحور عن فيروس إنفلونزا قديم أم فيروس تم تطويره بمعرفة طرف ما لأهداف ما.

 الأمر الملفت أن الجدل الذى انشغلت به مواقع التواصل حول هذا الموضوع انتقل إلى مسئولين رسميين فى روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وتناثرت بينهم «التلقيحات» يميناً وشمالاً.

فى ظنى أن من السذاجة طرح مثل هذا السؤال، كما أن الجدل حوله ومحاولة الإجابة عنه مضيعة للوقت.

فثمة سؤال أخطر ينبغى أن يحظى بالاهتمام وهو كيف سيكون شكل العالم بعد فيروس كورونا؟.

السؤال يبدو صعباً، لكنه يستحق أن نبذل جميعاً جهداً فى محاولة الإجابة عنه.

فى البداية، لا بد أن نأخذ فى الاعتبار أن فيروس كورونا ضرب على وجه التقريب كافة دول العالم، باستثناءات محدودة للغاية، وأنه وصل إلى ذروة نشاطه -على مستوى الإصابات والوفيات- داخل دول العالم الأول، أو بعبارة أخرى داخل الدول التى تلعب دور القاطرة التى تجر العالم من خلفها.

فقد ظهر فى البداية فى قارة آسيا، وتحديداً فى دولة الصين، ومنها انتقل إلى دول أخرى مثل اليابان «تم السيطرة عليه هناك بإجراءات احترازية جزئية»، وزحف بعدها إلى دول آسيوية أخرى مثل إيران.

فى الموجة الثانية اخترق الفيروس القارة الأوروبية وتصاعدت أرقام الإصابات والوفيات فيها بصورة فاقت الأوضاع فى آسيا، ثم انتقل بعد ذلك إلى أمريكا الشمالية وتمدد فى الولايات المتحدة الأمريكية، ففاقت أرقام الإصابات فيها ما عداها من الدول.

خريطة انتشار المرض تمنحنا مؤشرات -ظاهرية فى أقل تقدير- تتناقض مع تلميحات البعض بأن قوة كبرى تقف وراءه، لأن الكل أضير فى النهاية.

التجربة التاريخية أن الكوارث تقع لأسباب بأيدى البشر، أو من خارج أيديهم، لكن إدارتها دائماً تقع فى قبضتهم. وتقول التجربة أيضاً إن أى كارثة تحمل فى باطنها فوائد تصيب قسماً من عباد الله. الأغلبية تضار هذا أمر لا شك فيه، لكن هناك قلة تستفيد سواء بالحظ أو بالشطارة والتخطيط. ومسألة التخطيط لا تعكس بالضرورة رؤية تآمرية، بل تعبر فى الأغلب عن مهارة فى إدارة الأزمات والاستفادة من عواقبها ونتائجها إلى أقصى درجة ممكنة. على سبيل المثال: غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عام 2003 حمل كارثة بالنسبة للشعب العراقى ولمؤسسات الدولة العراقية، لكنه وفر مساحات كبيرة للاستفادة توافرت لسماسرة إعادة إعمار العراق من أفراد وشركات ودول استفادت بشكل غير مسبوق من هذه المصيبة، وثمة مثال آخر أغرب هو مثال بينوشيه، الذى كانت فترة حكمه لتشيلى منذ عام 1973 كارثية على شعبها، ومع ذلك فقد حقق فائدة تاريخية لدولة تشيلى حين أعدم كل صناع وتجار الهيروين بهذه الدولة، لتتحول هذه الصناعة والتجارة فيما بعد إلى دولة كولومبيا تحت قيادة أشهر تاجر مخدرات فى القرن الماضى، «بابلو سكوبار».

مؤكد أن مصيبة كورونا التى زلزلت الاقتصاد العالمى وأرعبت البشر فى كل مكان على وجه الكرة الأرضية وصدمتهم وهزتهم من الأعماق سيستفيد منها قسم آخر من أولاد آدم.

ويتمثل هذا القسم فى تلك الأقلية التى تدير الأزمة حالياً وقد لا أبالغ إذا قلت وتتحكم فى توقيتها ومداها، وسوف تتسلم العالم من بعد صفحة بيضاء تكتب عليها ما تريد بعد أن أهلكت تجربة الفيروس أعصاب الغالبية من بنى آدم وأفقدتهم توازنهم وقدرتهم المعهودة على التركيز، عبر أدوات الصدمة والإرعاب.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستفيدون من «المصائب» المستفيدون من «المصائب»



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab