بقلم - خالد منتصر
فى ٢٩ يناير الماضى مرت ثلاثة أعوام على اكتشاف حفرية «منصوراصورس»، ذلك الديناصور الذى وضع اسم مصر وجامعة المنصورة على الخريطة العالمية لهذا التخصص الدقيق، وكان هذا الاكتشاف الذى تم فى الصحراء الغربية «مانشيت» فى أهم الصحف العالمية وتناقلته وكالات الأنباء فى كل مكان، لكن هذا الكشف وتلك الحفرية برغم أهميتها لم تكن المحفز على المقال، ولكن ما حفزنى وجعلنى مصراً على كتابته هو رئيس فريق البحث د. هشام سلام، فهو فضلاً عن كونه عالماً له وزنه فى تخصصه، أستاذ مساعد فى قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، ومؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وأول مصرى حاصل على دكتوراه من أكسفورد فى تخصص الحفريات الفقارية، فهو قبل ذلك فدائى ومناضل ومحارب صلب فى ميدان نشر الثقافة العلمية والمنهج العلمى، وأمثاله نادرون فى تاريخنا، فهو يقف فى طابور المناضل د. عبدالمحسن صالح أستاذ النبات بعلوم الإسكندرية، ود. أحمد مستجير أستاذ الوراثة بزراعة القاهرة، ود. سمير حنا أستاذ التحاليل بعين شمس، وغيرهم ممن تمردوا على سجون مدرجات الجامعة وخرجوا إلى الشارع لينشروا الفريضة الغائبة، فريضة فهم المنهج العلمى فى البحث والتفكير.
الاختلاف بينه وبين هؤلاء الرواد هو أنه قد عاش زمن السوشيال ميديا، أتابعه من خلال صفحته على الفيس بوك، وأتابع معاركه وردوده التى دائماً فيها ابتسامة هادئة وخالية من العصبية، برغم قسوة الهجوم فى كثير من الأحيان، يعرف جيداً أن المعركة فى منتهى الصعوبة، لكنه يعرف أيضاً أنها تستحق، هو مدرك أن معركة التطور معركة مختلفة عن معركة النسبية والجاذبية ودوران الأرض... إلى آخر تلك المعارك العلمية التى خاضها العلماء ضد قوى الفاشية الدينية، لأن التطور يجرح نرجسية الإنسان نفسه ويمنح نظرة أرحب للحياة ويخلخل الأرض تحت أقدام سماسرة الدين، ويعرف أن داروين العبقرى العظيم هو أكثر شخصية مكروهة للفكر السلفى الحرفى، هو يخوض تلك المعركة بصبر ودأب وابتسامة ثقة وعلم مكثف وحجة قوية ومنطق متماسك، لذلك أمنحه ويمنحه معى كل محب للعلم وسام الاحترام.
وهذه هى بعض المعلومات عن هذا المحارب النبيل والتى لا بد أن تعرفوها لأنه يستحق أن يكون فى مقدمة الصورة وصدارة المشهد، عمل هشام سلام كأستاذ زائر بالعديد من الجامعات والمتاحف الأمريكية فى الفترة من يونيو 2014 وحتى أبريل 2017 منها جامعة أوهايو وجامعة دوك وجامعة ستونى بروك ومتحف دنفر للتاريخ الطبيعى، تخرّج فى جامعة المنصورة عام 1997 بتقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف شعبة الجيوكيمياء ليعمل معيداً بذات القسم، حصل فى عام 2002 على درجة الماجستير فى علوم الجيولوجيا من جامعة المنصورة تخصص الحفريات والطبقات، وصُنفت رسالته كأفضل رسالة ماجستير للعلوم الجيولوجية فى الجامعة لذلك العام. حصل فى عام 2006 على منحة للتخصصات النادرة مقدمة من الدولة.