رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل

رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل

رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل

 السعودية اليوم -

رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

الموقف الرسمى والشعبى المصرى من العدوان الإسرائيلى وحرب الإبادة ضد قطاع غزة جيد إلى حد كبير حتى هذه اللحظة.
والسؤال هل يفترض أن يكون هناك تطوير لهذا الموقف فى حال تطور الموقف الإسرائيلى، وبدأ يؤثر فعليا على الأمن القومى المصرى؟
ظنى الشخصى أن الإجابة هى نعم بكل تأكيد، وفى كل الأحوال لابد أن تتم مناقشة السيناريوهات المختلفة بطريقة هادئة وحكيمة وبعيدا عن كل أنواع الانفعال والحماسة والاندفاع.
مرة أخرى أكرر أن اللغة العنترية يمكن أن تكلفنا الكثير، ولكن فى نفس الوقت ينبغى أن يكون لدينا سيناريوهات مختلفة لكل التطورات، حتى لا نتفاجأ، ونقول إننا لم نكن نتصور أن يحدث ذلك.
إسرائيل تشن الاعتداءات المتتالية على غزة وعلى عموم فلسطين منذ النكبة وحتى اليوم. وإذا لم تكن هناك عملية «طوفان الأقصى» فإن المخطط الإسرائيلى بتصفية القضية كان يسير ببطء وهدوء. وربما تكون العملية الأخيرة هى التى سهلت سرعة التنفيذ واستخدامها كغطاء. ليس خافيا أن هناك خلافات بين مصر وحركة حماس لأسباب يطول شرحها ومنها علاقة حماس بجماعة الإخوان، لكن نحن اليوم بصدد محاولة إسرائيلية سافرة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر وتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالى فهذا هو الخطر الأكبر والأعظم، والذى نرى كل يوم العديد من الدلائل الإسرائيلية على أن الأمر ليس مجرد تسريبات إعلامية ومراكز بحثية، لكنه أكبر من ذلك بكثير. وآخر دليل على ذلك هو وثيقة وزارة المخابرات الإسرائيلية التى تقترح تهجير فلسطينيى غزة إلى سيناء، وبناء مدن من الخيام بصفة مؤقتة، تتحول إلى مدن دائمة فى وقت لاحق، مع إقامة محيط أمنى عليهم يمنعهم من دخول إسرائيل وهو ما يعنى عمليا نقلهم من سجن غزة المفتوح إلى سجن سيناء.
صحيح أن وزير الخارجية السفير سامح شكرى وصف هذه الوثيقة بأنها سخيفة فى حواره مع الـ«سى إن إن» يوم الجمعة الماضى، لكن أظن أن مثل هذا النوع من الخطط الإسرائيلية ينبغى أن يتم التعامل معها بكل الجدية والصرامة والاستعداد والتحسب والتحفز، لأنها ليست خططا طارئة، بل مركونة فى الأدراج منذ سنوات وعقود تنتظر الوقت المناسب للتنفيذ، وأظن أن تل أبيب تعتقد أن هذا الوقت هو المناسب.
أعرف ضرورات أى حكومة فى توقيع الاتفاقيات والحفاظ عليها فى إطار العديد من المواءمات والتوازنات والظروف المختلفة، لكن أدرك أن حكومة المتطرفين فى إسرائيل الحالية تتبع منطق المغامرة إلى أقصى درجة.
كنت أعتقد واهما أن كل النخبة السياسية الحاكمة فى إسرائيل يمينا ويسارا ووسطا من مصلحتها أن تحافظ على اتفاق السلام مع مصر، وأنها لا يمكن أن تفكر فى عكس ذلك تماما، لكن من الواضح أن حكومة المتطرفين برئاسة بنيامين نتنياهو وشراكة بن جفير وسموتريتش وبقية العصابة المتطرفة لا تقيم وزنا لأى شىء، وهى فى سبيل تحقيق أوهامها التوراتية، يمكنها أن تقدم على كل ما لا يمكن تخيله، ومنه نسف اتفاق السلام مع مصر، ظنا أن القاهرة لا تملك أى أوراق ضغط، وأن المنطقة العربية مفتوحة أمامها من دون أى عوائق، خصوصا مع الدعم الأمريكى الغربى غير المسبوق لإسرائيل.
أتصور أنه ينبغى أن نبعث برسالة واضحة لا لبس فيها إلى إسرائيل والعواصم الغربية الرئيسية خصوصا واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما، بأن اجبار إسرائيل لفلسطينيى غزة إلى عبور الحدود المصرية فى سيناء عنوة سيعنى نسفا لاتفاق السلام بصورة فورية.
ينبغى أن تتضمن الرسالة بأن تنفيذ هذا المخطط يعنى أن المصالح الغربية فى المنطقة العربية لن تكون آمنة، وأن هذا السلوك الإسرائيلى المدعوم غربيا سيعنى ضوءا أخضر لتشجيع كل قوى التطرف فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى.
ينبغى أن تصل رسالة واضحة لكل من يهمه الأمر فى تل أبيب وواشنطن وعواصم أوروبا الكبرى بأن الأوراق فى يد مصر كثيرة، ومن يعتقد أن دورها انتهى لأى سبب خصوصا التحديات الاقتصادية، فهو واهم تماما.
حان الوقت أن تصل الرسائل المصرية القوية لكل من يهمه الأمر، خصوصا أن تنفيذ التهجير القسرى من غزة لسيناء، لا يعنى فقط تصفية القضية الفلسطينية وإقامة إسرائيل الكبرى، بل يعنى أن مصر وأمنها القومى هو الذى سيدفع الثمن الأكبر، وهو أمر لا يمكن أن نقبله تحت أى ظرف من الظروف.

arabstoday

GMT 16:54 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صار لـ«حماس» عنوان!

GMT 12:19 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل من طريق إلى السلام؟!

GMT 12:19 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية دولة أفعال لا شعارات

GMT 12:14 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«جوليا» كسر حاجز الخوف

GMT 12:14 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الحلول العظيمة السهلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 16:59 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

بسمة تحسم الجدل حول مشاركاتها في موسم دراما رمضان المقبل
 السعودية اليوم - بسمة تحسم الجدل حول مشاركاتها في موسم دراما رمضان المقبل

GMT 06:13 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 06:08 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 19:05 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:32 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 00:15 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سوء التصرف بين الزوجين قد يحول حياتهما إلى الخطر

GMT 14:31 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

الفنان اللبناني رامي عياش يرزق بمولودة جديدة

GMT 22:39 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يُعلن إصابة هيثم الجويني وابتعاده 15 يومًا

GMT 15:23 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

"الأهلي" ينفرد بصدارة الدوري المصري

GMT 10:19 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال الإسرائيلي يغلق معبر "الطيبة" غرب طولكرم

GMT 13:40 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس نادي الهلال ينشر فيديو أعمال تخريبية لجماهير النصر

GMT 04:39 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

محمد باركيندو يؤكّد أن "أوبك" تعمل لمصلحة الجميع

GMT 06:09 2018 السبت ,23 حزيران / يونيو

تراجع عدد سكان شرق أوروبا بشكل كبير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon