بقلم : علي العمودي
يوم الخميس الماضي، كان اليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال الذي أحياه العالم بالاحتفال بقرب اختفائه من عالمنا لينعم أطفاله بحياة صحية وسعيدة، وقد أشاد العالم وبالأخص المنظمات الدولية المختصة بكل التقدير والإجلال للدور الكبير والتاريخي الذي نهضت به دولة الإمارات في هذا المجال، والمساهمات السخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرجل الذي أخذ على عاتقه وبالتعاون مع مؤسسة مليندا وبيل جيتس مسؤولية القضاء على هذا الداء الذي يسرق الفرحة من الأطفال في مختلف مناطق العالم وحقهم في الحياة الكريمة التي يستحقونها.
تلك الشراكة مع المؤسسة، والتي تعود إلى يناير 2010، جاءت لتوفير لقاحات منقذة لحياة الأطفال في كل من أفغانستان وباكستان بالذات. وشهدت تخصيص 100 مليون دولار (بواقع 50 مليون دولار من كل طرف)، وتطعيم نحو خمسة ملايين طفل بأفغانستان ضد ستة أمراض مميتة، ولمساعدة العاملين في منظمة الصحة العالمية و«يونيسيف» على الوصول لنحو 35 مليون طفل في البلدين، من خلال توفير لقاحات ضد شلل الأطفال الذي يعطى عن طريق الفم.
عشية المناسبة أكد سموه الهدف الذي تعمل عليه إمارات الخير والمحبة دائما لأجل خير الإنسانية، وإسعاد البشرية، وهو الوصول إلى عالم خالٍ من شلل الأطفال بمضاعفة الجهود وحشد الموارد والطاقات ومواصلة العمل لأجل هذه الغاية السامية والنبيلة.
وقد اعتبرت المنظمات الدولية المنخرطة في هذا الجهد الإنساني الرائع الإمارات شريكاً تاريخياً على طريق دحر المرض وغيره من الأمراض التي تفتك بآلاف الأطفال والنساء وغيرهم من الفئات العمرية في مجتمعات هشة تفتقر للبنى التحتية والمرافق الصحية الأساسية.
قبل أكثر من ثماني سنوات، وفي المجلس الرمضاني العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، شاهدنا فيلم«رياح الخير» الذي قدم صورة عن الجهد الإنساني والمبادرات الخيرة لقواتنا المسلحة والفرق الطبية التابعة لها للوصول إلى مناطق غير آمنة، من أجل إنقاذ الأطفال الذين تفتك بهم الأمراض، والنساء اللاتي يتوفين أثناء الولادة في واحدة من أعلى مناطق العالم تسجيلاً لوفيات النساء والرضع.
يجيء احتفاؤنا بالمناسبة، وعاصمة النور والخير تستعد الشهر المقبل لاستضافة منتدى «بلوغ الميل الأخير»، برعاية سموه لحشد الجهد الدولي الإنساني للقضاء المبرم على المرض وغيره من الأمراض الفتاكة بالطفولة والحياة.