بقلم : محمد أمين
آخر مرة التقيتها كانت فى سانت كاترين، لحضور ملتقى التسامح، وكانت مع أكثر من 30 سفيراً أوروبياً، وبعد أن انتهت مراسم الزيارة، راحت تخلع نعليها فى الوادى المقدس، وبدأت تصلى فى خشوع وتحمد الله، بعد مجهود عام كامل، قدمت فيه برنامج الإصلاح الهيكلى.. وأسعد لحظات حياتها عندما بدأت العمالة تعود مرة أخرى للفنادق والمنشآت السياحية!
إنها الوزيرة رانيا المشاط، التى مضت فى الطريق الأصعب، وهو الإصلاح الهيكلى.. بحيث تضع مصر على طريق التنمية المستدامة، وكانت عودة العمالة إشارة لحالتى التعافى والانطلاق، التى اشتغلت عليهما منذ يناير 2018.. وقد دخلت الوزارة من باب الاقتصاد.. وفى ٢٧ سبتمبر أطلقت تقرير المتابعة.. ما الذى تحقق؟.. وما هو المستهدف؟.. كأنها «تسابق الزمن»!
ولكنها طارت من الفرحة فعلاً، عندما أطلق البنك المركزى بيانه، الذى أكد فيه نتائج غير مسبوقة.. وفوجئت بأن اسمها سوف يقترن فى تاريخ السياحة، بأنها حققت أعلى دخل حتى الآن، فقد ارتفعت الإيرادات 28%، لتصل إلى 12 ملياراً و600 مليون دولار.. كما أنها حققت رابع أعلى معدل نمو فى الأداء، وتقدمت مصر إلى المركز رقم «65» عالمياً، بعد 74!
قطعاً.. لم تطلب «المشاط» من المحافظ طارق عامر أن يكشف عن بيانات البنك المركزى بخصوص السياحة، وقطعاً لم يفعل طارق عامر ذلك، تلبية لرغبة أحد.. ولكن المحافظ يؤمن بمبدأ الإفصاح والشفافية.. ويمكن أن تعود إلى الأرقام التى يصدرها البنك، فى أى قطاع من قطاعات الدولة.. لذلك كله، كان لابد أن نهنئ وزيرة السياحة، ونشد على يديها ونشجعها بقوة!
لقد التزمت رانيا المشاط أمام مجلس النواب بتنفيذ الإصلاح الهيكلى، والتزمت أمامى فى «حوار» معها فى «نوفمبر» الماضى بأنها تستطيع.. وها هى تؤكد التزام الوزارة بتنفيذ المحاور الخمسة التى يتضمنها البرنامج وهى: الإصلاح المؤسسى، والإصلاح التشريعى، والتنشيط والترويج، والبنية التحتية والاستثمار، ومواكبة الاتجاهات الحديثة، لرفع القدرة التنافسية!
وأشير هنا إلى اهتمامها بالعنصر البشرى، بهدف رفع كفاءته، وفتح مراكز التدريب المتخصصة له.. كما أود الإشادة بانتباهها إلى «أخلاقيات السياحة».. وأنا مهموم أيضاً بأخلاقيات الإعلام فى زمن الثورات.. وهما نقطتان غاية فى الأهمية.. لأن رفع الكفاءة يعنى تقديم خدمة عالمية، والأخلاقيات يعنى عدم مضايقة السائح.. وهو ما يجعله قطاعاً منتجاً جاذباً لا طارداً!
وأخيراً.. تعترف الوزيرة رانيا بأن دعم القيادة السياسية كان بلا حدود، كما أن تضافر جهود القطاعين الحكومى والخاص كان له دور كبير فى «قصة النجاح».. فالهدف هو إطلاق الطاقات الكامنة بقطاع السياحة، وصولاً لتشغيل فرد على الأقل فى الأسرة.. وهو الهدف الأسمى أولاً وأخيراً!