بقلم - زاهي حواس
أعلنت هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية انتهاء المسح والتنقيب الأثري بموقع ذي المجاز بمكة المكرمة في موسمه الأول. وقد شارك في أعمال المسح والتنقيب فريق من الخبراء السعوديين، وذلك للكشف عن الأدلة والمعطيات العلمية والتاريخية المرتبطة بالموقع، وذلك في إطار جهودها في التنقيب بمواقع التراث الوطني، وصونها والحفاظ على المواقع التاريخية والتعريف بها، والاستفادة منها بوصفها مورداً ثقافياً واقتصادياً مهماً لتسهم في إثراء تجربة الزوار من المواطنين وضيوف الرحمن.
وقد بدأ هذا المشروع العلمي في سوق ذي مجاز للموسم الأول بمسح جميع المنشآت المعمارية الظاهرة ضمن نطاق الموقع وتوثيقها، لفهم وتحديد وظائف تلك المباني.
وقد كشفت النتائج عن مجموعة من الوحدات المعمارية التي تختلف في أحجامها وخصائصها، التي من المرجح أنها تمثل بنايات تجارية ملحقة بها مرافق حكومية. وتتكون أغلب الوحدات المكتشفة من مبنى رئيسي بمدخلين متقابلين بنيت جدرانه من الحجارة الكبيرة التي تتخللها حجارة صغيرة ورمل وحصى استخدم في مونة البناء. كما يحيط بالوحدة الرئيسية بعض الغرف الخارجية. ويتضح من تخطيط الموقع أن المباني التي تقع على امتداد واحد قد تكون محوراً رئيسياً يمتد على طوله تلك المباني، التي تمثل ربما سوقاً تجارية.
وقد عثر على مجموعة من النقوش الإسلامية واللقى الأثرية التي تمثل مجموعة من الكسر الفخارية الخزفية وبألوان مختلفة وتستكمل الهيئة التنقيب الأثري في الموقع ضمن مشاريع التنقيب المنتظمة في المواسم القادمة لتقديم المزيد من المعطيات والمعلومات حول الموقع. ويأتي هذا امتداداً للجهود العظيمة التي تبذلها هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة في إدارة مكونات التراث الثقافي وحمايته وصونه والاستفادة منه في التنمية المستدامة. وذلك وفق استراتيجيات دقيقة وشراكات علمية واسعة النطاق على المستويين المحلي والدولي. وذلك انطلاقاً من توجيهات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وعملاً باستراتيجية الهيئة المنضمة في المبادرة الثامنة، وتحديد المواقع الأثرية والمحافظة عليها وترميمها، والتعاون المتبادل مع الدول الشريكة ومنظمات التراث الدولية لحماية محفظة الثروات الثقافية والمواقع الأثرية وإدارتها بفاعلية.