ثلاثة أعياد أحدها بلا فرح

ثلاثة أعياد... أحدها بلا فرح

ثلاثة أعياد... أحدها بلا فرح

 السعودية اليوم -

ثلاثة أعياد أحدها بلا فرح

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

مرت ثلاثة أعياد في لبنان، هي بالأولوية: عيد فيروز الرابع والثمانون، وعيد الاستقلال الوطني السادس والسبعون، والعيد الأول لخروج اللبنانيين على سياسة الفساد والخداع وغطرسة الخواء.
في 11 يوماً من نوفمبر (تشرين الثاني) 1943، تنازلت فرنسا للبنان عن استقلاله. ومنذ قيام الثورة إلى اليوم، لم تستطع السلطة السياسية تشكيل حكومة توقف الانهيار الاقتصادي الذي يأخذ لبنان إلى هاوية الخوف والمجهول. الانتداب الفرنسي كان أكثر لياقة ورأفة وشعوراً بالمسؤولية.
ثلاثة احتفالات: الأول رسمي باهت خالٍ من الفرح، بلا ناس وجماهير وأغانٍ، والثاني اللبنانيون في الأنحاء والأرجاء والأفراح، في مسيرة واحدة، يهتفون لدولة ذات كرامة. والثالث فيروز، وحيدة بعيدة منعزلة من حولها الجبال والأودية والشطآن تغني: بحبك يا لبنان.
في هذا اليوم المثلث الأعياد، بدت الدولة في بلد آخر وشعب آخر. تملك السلطة، لكنها تتعثر بالشرعية. حكومة مستقالة، وبرلمان محاصر، ورئاسة يصعب عليها أن تصدق كل هذه الحشود في كل هذه الأمكنة، آتين مشياً على الأقدام إلى ساحات الرمز وميادين الثورة.
لا تصدق السلطة أن مرحلة طويلة مضت، ولم يعد لها مكان. الناس على الطرقات تسير نحو المستقبل، والسياسيون في الماضي، يبحثون عن الحصص والبقائيات، ويتحدثون لغة في قِدَم الهيروغليفية. لغة لم تعد تعني شيئاً لأحد، كلمات تصلح لما قبل هذه الثورة التي محت كل ما قبلها.
هذه أول مرة يصدّر لبنان شيئاً غير فيروز والرحابنة والشعر والموسيقى والنسيم العليل. يصدر ثورة بلا عقائد وبلا خطابات وبلا تحريض وبلا غضب ولا أحقاد. ثورة فيها ورود وأطفال وأمهات، وفيها لبنان كما تمناه أهله، من دون تشوه السياسيين ووسائلهم وأساليبهم، وصدأ البلادة والتكرار.
كان الاحتفال الشعبي بالاستقلال يشبه فيروز؛ ناس فوق كل أنواع الشره الصغير، طالبو جمال ومحبة وكرامة واستقرار، يريدون من سياسييهم شيئاً واحداً: بلداً يولد فيه الناس، وفيه يعيشون، وفيه هناء الشيخوخة وسكينة المثوى.
عندما قيل للسلطة إن المتظاهرين فاقوا المليون، قالت إن الرقم حسب إحصاءاتهم دون ذلك. هل كان ضرورياً أن تعيد العد من جديد؟

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أعياد أحدها بلا فرح ثلاثة أعياد أحدها بلا فرح



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab