دالي وعقدة بيكاسو
أخر الأخبار

دالي وعقدة بيكاسو

دالي وعقدة بيكاسو

 السعودية اليوم -

دالي وعقدة بيكاسو

بقلم - إنعام كجه جي

 

خمسون معرضاً في فرنسا وخارجها عن بيكاسو. المناسبة هي مرور خمسين عاماً على غيابه. هل غاب؟ وفي الشهر المقبل تحلُّ الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل مواطنه سالفادور دالي. لا معرض عن دالي في الأفق.

ثوران إسبانيان جامحان تصارعا على امتداد القرن الماضي. حازَ كلٌّ منهما شهرةً عالميةً وبِيعت أعمالُهما بالملايين من العملة الخضراء. ماتَا ولم يموتَا. فهل كانت لدى دالي عقدةٌ من تفوّق بيكاسو رغم أنَّ هذا الأخيرَ أكبرُ منه بأكثرَ من عشرين عاماً؟ يحكي دالي عن لقائهما الأول أوائل 1927. زارَ باريس حاملاً معه رسالتي توصيةٍ إلى بيكاسو من رائدي السورياليةِ أندريه بروتون وماكس جاكوب. يقول: «عرضت عليه لوحةً صغيرة من أعمالي وراحَ يتأمَّلُها لربع ساعة. بعد ذلك عرض عليَّ عدداً من لوحاته، دونَ أن نتكلَّمَ. وعندما غادرتُه، تبادلنا عند العتبةِ نظراتٍ ذواتِ معنى: فهمتك وفهمتني».

اشتهر دالي بغرابةِ أطواره، وبعد ذلك بحبّه للمال. باعَ شعرَة من شاربه إلى يوكو أونو، زوجةِ عضو البيتلز جون لينون، مقابلَ عشرة آلاف دولار. أرسلَ صديقتَه المغنية الفرنسية أماندا لير لكي تقطفَ أيَّ عشبةٍ يابسة وتضعها في علبة أنيقة يقدّمُها إلى الأرملة الثرية. فقد كانَ يؤمن بالسحر ويخشَى المتعاملين به. دارَ في باله أنَّ يوكو ساحرةٌ يابانية ولا بدَّ من أن يتجنَّبَ شرَّها.

عشراتُ النساءِ عبرنَ حياةَ بيكاسو لكن دالي لم يمنح قلبَه سوى لزوجتِه غالا. غازلَ أماندا لير عندما التقاها بكلمات غريبة: «أنتِ صاحبةُ أجملِ رأسٍ رأيته في حياتي لإنسانٍ ميت». تصوّرته يمزح بينما كانت تلك طريقتَه في الاصطياد.

هل كانَ دالي مسكوناً بالغيبيات، حقاً، أم يتظاهر بذلك؟ ساهمت تلك الأسطورةُ في تسويقِ لوحاته. نقرأ في سيرة حياته أنَّه وُلد بعد تسعةِ أشهر من وفاة شقيقه سلفادور. سمَّاه أبوه بالاسم نفسِه. وفي سن الخامسةِ أخذه والداه لزيارة القبر وقالَا له إنَّ روحَ الشقيق تقمّصته. اعتراه شعورٌ بأنَّه نسخةٌ مكررة. تمرّد وأرادَ أن تكونَ له شخصيته الخاصة. كتبَ ما معناه أنَّه جاءَ إلى الدنيا «بدل ضائع». جرَّب الوالدان إنجابَ طفلٍ عبقري لكنَّه كان ابنَ موت. عاشَ سبع سنوات ثم تشابكت الأسلاك واحترق دماغُه. وقرَّرَا تكرار التجربة.

تأثر دالي بالانطباعيين. غادرَ فيغيراس، مسقط رأسه في مقاطعة كاتالونيا، وتوجَّه ليدرسَ الفنَّ في مدريد. وفي العاصمة ارتبطَ بصداقات غير عادية. ترافق مع الشاعر غارسيا لوركا والمخرج لويس بونويل والرسام خوان ميرو. أربعةُ شبان نكرات سرعانَ ما صاروا شموساً. التقى إيلينا إيفانوفنا ديكونوفا الشهيرة بغالا ووقعَ أسيرَ شخصيتِها. كانت زوجةً للشاعر الفرنسي بول إيلوار وعشيقةً للنحات والرسام الألماني المولد ماكس إرنست. عافتهما والتصقت به. مهرةٌ روسيةٌ من التتار. نحيلةٌ متواضعةُ الجمال رهيبةُ الجاذبية.

قالت للرسام الإسباني: «كن دالي» فكانَ. صارت ملهمتَه ولم يعد يرسم غيرَها. لا بدَّ من المرور عبرَ غالا لمن يريد الوصولَ إليه. وكانت مثله تعشقُ المال. تولَّت إدارةَ حساباتِه، بل ولم تتورَّع عن وضع توقيعِه على لوحات يرسمها تلاميذُه. تقدّم في السّن وأصيبَ بالشلل الرعاشي، وما عادَ يسيطر على الريشة. ماتت غالا قبلَه فصارَ يتيماً بعدها. تسلَّمه نصابون شجَّعوه على توقيع أي خربشة لكي يبيعوها بالغالي.

فرّقتِ السياسةُ بينَه وبين بيكاسو. ما عادا يلتقيان سوى في أصياف جنوب فرنسا. وسيعلن دالي ذات يوم: «بيكاسو إسبانيّ وأنا كذلك. بيكاسو عبقريٌّ وأنا كذلك. بيكاسو شيوعيٌّ وأنا لست...». قالَ لغالا إنَّه يحب بيكاسو لأنَّ له وحمة على الأذن تشبه وحمتَها.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دالي وعقدة بيكاسو دالي وعقدة بيكاسو



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 15:11 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ويستهام يسحق تشيلسي بثلاثية في الدوري الإنكليزي

GMT 02:50 2013 الخميس ,22 آب / أغسطس

دولفين يسبح بنهر "دي" في ويلز

GMT 03:13 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مارك مردوخ يُحذّر المجتمع الدولي من تجدّد الهجمات المتطرفة

GMT 21:06 2015 الأحد ,18 كانون الثاني / يناير

عبد الغاني هامل يتفقد وحدات عملياتية للأمن الوطني

GMT 22:56 2016 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

مقتل شخص وإصابة3 في حادث طريق "أسيوط – البحر الأحمر‎"

GMT 09:05 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

تنجح في عمل درسته جيداً

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:06 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العالم على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة الحدوث بعد 7 أيام

GMT 05:46 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

ميلي بوبي براون في أحدث إطلالاتها بفستان وردي

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

الشيخ محمد بن زايد يلتقي الرئيس الشيشاني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab