بقلم - منى بوسمرة
في عام الاستعداد للخمسين، تكبر المهمات على قدر الطموحات، وعلى قدر السمعة الإيجابية والصورة النقية لدولة الإمارات عالمياً، من هنا تظهر المسؤولية أمام الإعلام الوطني كإحدى أدوات القوة الناعمة، مضاعفة في نقل رسالة الإمارات ونشر قيمها عبر مختلف منصاته إلى العالم.
رؤية القيادة وقرارات الحكومة تقدم للإعلام يومياً المادة اللازمة لصناعة رسالة ومحتوى إعلامي، لتعظيم قدرة الفعل الإيجابي الإماراتي اليومي على التأثير وصناعة الفارق محلياً وخارجياً، وتقديم الإمارات للعالم باعتبارها أرض الفرص والابتكار والإبداع والتميّز والتسامح، من دون التخلي عن الدور الرقابي لدعم صانع القرار في اتخاذ القرارات اللازمة للتطوير والتحديث، أو التخلي عن دور التوعية خاصة في القضايا الحساسة مثل التعامل بشفافية مع فيروس كورونا.
بالأمس اعتمد مجلس الوزراء القائمة الإيجابية للقطاعات الاقتصادية المتاحة للتملك الأجنبي بنسبة 100%، وهو نموذج مثالي، للفعل الإماراتي الإيجابي، الذي يستدعي توسيع التغطيات الإعلامية لهذا القرار عبر صياغة المحتوى الذي يخدم القرار ويروّج له عبر كافة المنصات وبلغات متعددة حتى تنتشر الرسالة إلى أوسع مدى ممكن في العالم.
في حديثه عن القرار وامتلاك الإمارات لأفضل بيئة استثمارية، لم تكن كلمات محمد بن راشد موجهة للجهات الاستثمارية المستفيدة من القرار، فقط، بل أيضاً للإعلام، ليلتقط من رؤية القيادة، مسار التوجه والفعل المقبل الذي عليه صناعته في خدمة الوطن.
المجهود المنتظر يحتاج إلى مزيد من الكادر البشري الوطني القادر على فهم الرسالة، وبالتالي توصيلها بوضوح من غير تشويه أو تشويش، وهذا يضع المؤسسات الإعلامية أمام تحدي استقطاب الكفاءات الوطنية، وتوفير فرص التأهيل والتدريب والعمل في كافة مواقع العمل وليس فقط العمل الإداري، وهو ما دعا إليه معالي الدكتور سلطان الجابر رئيس المجلس الوطني للإعلام في حواره المنشور اليوم في «البيان».
من هنا، فالدور الإعلامي في المرحلة المقبلة يتجاوز التغطيات والمتابعات والتحليلات ونقل الأخبار فقط، إلى مرحلة أبعد وأهم ينقل فيها أيضاً رسالة وقيم الإمارات للعالم، بما يعزز صورتها حاضنة للانفتاح والاستثمار وقبول الآخر، عبر تطوير محتوى يتجاوز المنافسة المحلية إلى التنافسية العالمية.