العرب في 2018

العرب في 2018

العرب في 2018

 السعودية اليوم -

العرب في 2018

بقلم : منى بوسمرة

يقف العرب أمام تحديات كبيرة، سياسياً واقتصادياً، العام المقبل، وهي تحديات تأتي متصلة بتحديات السنين الماضية، لكنها تشتد في تعقيداتها.

ولن تنج من المتغيرات المتسارعة، إلا الدول القوية، التي تنبهت مبكراً إلى بنيتها السياسية والاقتصادية، والتي تتواءم مع التغيرات الجارية في العالم، ولديها القدرة على الوقوف في وجه هذه التحديات، بل وتحويلها إلى فرصة لإثبات قدرتها، على البقاء من جهة، بل والبقاء بين أهم الدول في العالم، وفي الصدارة، وهذا أحد التحديات التي لا يمكن التعامل معها بالشعارات فقط، بل عبر خطط العمل، على مستويات مختلفة.

المنتدى الاستراتيجي العربي العاشر الذي انطلقت أعماله في دبي أمس، والذي يستشرف حالة العرب سياسياً واقتصادياً، خلال العام المقبل، مهم جداً؛ لأنه من حيث المبدأ يعيد مراجعة الأوضاع في العالم العربي، ويستشرف المستقبل من حيث الإشكالات والأزمات، وطرح الحلول، وهو ليس مجرد منتدى للعصف الذهني، بقدر كونه يلعب دوراً في طرح الكثير من الحلول العملية للأزمات المتوقعة في العالم العربي، خصوصاً في هذا التوقيت.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، كان دوماً أحد أبرز الرموز العربية، التي دعت إلى استشراف العرب للمستقبل، وإيجاد حلول للأزمات القائمة، حتى نسترد مكانتنا بين الأمم، والكل يعرف أن الإمارات، في هذه الحالة حصراً، لم تكن أنانية أبداً، فنحن نمثل نموذجاً متطوراً جداً، وهو نموذج المستقبل، على كل المستويات، ولم نكتف بهذا، بل نريد للعرب أيضاً أن ينهضوا بشكل منطقي، وأن تسترد المنطقة عزمها وقوتها ومكانتها.

وفي رؤية توجز الحالة العربية وتستنهض الطاقات يحذر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد خلال المنتدى العالم العربي من عدم مواكبة التغيرات المتسارعة السياسية والاقتصادية في العالم؛ لأن ذلك مخاطرة بالتأخر لسنوات طويلة، لكنه في نفس الوقت يبشر بإصلاحات اقتصادية ضخمة في دول عربية كبرى أدركت المتغيرات وتفاعلت معها، ما يثير التفاؤل بأن تكون النتائج الاقتصادية العام المقبل إيجابية في مجملها، لكن ما يزيد الحصيلة الإيجابية هو الأمل الأكبر الذي عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بانفراج الأزمات العربية الحادة، ما يتيح المجال لتوجيه كل الطاقات نحو التنمية والانخراط في عملية بناء لا تتوقف.

هذا الحديث المتفائل، ينطبق كما أشرنا إلى الدول التي تستشرف المتغيرات، ومن هنا عبر سموه عن تفاؤله بالوضع الاقتصادي المحلي؛ لأن الإمارات، كما قال، هي الأكثر استعداداً سياسياً واقتصادياً لمثل تلك المتغيرات، وهو بالتأكيد استعداد مبكر ومخطط له لضمان النجاح، لكن الحال مختلفة في كثير من الدول العربية التي تعاني أساساً من تأخر على المستويات الاقتصادية والتنموية، ولا تريد مراجعة حساباتها، والتنبه لما يجري على صعيد مستقبلها.

ولدينا مثل على هذا، فأول جلسات المنتدى كانت عن حالة العرب اقتصادياً، عام 2018، وحين يتم استدعاء حقائق منسوبة إلى مؤسسات دولية، وحاجة العالم العربي إلى ستة عشر مليون وظيفة خلال خمس سنوات لتقليص فجوة البطالة، فإننا ندرك حجم المخاطر التي تحيط بالمنطقة وشعوبها، وهذه حقيقة من بين الحقائق التي يواجهها العرب، ولها تأثيرات خطيرة جداً، سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى التأثيرات الاجتماعية التي تربط هذه الأرقام، بمستويات التطرف والجريمة وغير ذلك.

لقد آن الأوان للعرب أن يعيدوا مراجعة ظروفهم وأحوالهم، ونحن نرى كيفية تبديد الموارد المالية على دعم الإرهاب والصراعات، وبسبب الفساد وغير ذلك، فيما تنحدر مستويات الحياة في أغلب الدول العربية، وكل يوم يمر دون حلول، تزداد الأمور تعقيداً، بتأثيراته اللاحقة على المنطقة، مما يجعل الأفق مسدوداً، إذا تواصلت الحال هكذا.

عام 2018 عام ليس سهلاً بكل الأحوال، وربما يقال هنا إن الدول القوية ستزداد قوتها، والدول التي لا تتنبه لمواقع الضعف فيها، مؤهلة لمزيد من التراجعات. هذه هي الخلاصة التي لا بد أن نعترف بها اليوم، بكل أمانة، ودون مجاملات.

arabstoday

GMT 08:26 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الإمارات نموذج لإرادة التحدي

GMT 11:02 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

السودان وإثيوبيا.. الحكمة للحوار

GMT 08:03 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

مسيرة «التعاون».. ثقتنا تتجدد

GMT 11:03 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

لقاح «كورونا»..مرحلة مبشرة

GMT 12:35 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

هدية إماراتية للإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب في 2018 العرب في 2018



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab