بقلم - أسامة الرنتيسي
وجعان اخترقا قلبي وروحي، الجمعة، في يوم الحظر الشامل، من عزيزين وزميلين محترمين، أردنيين في الخارج.
وجعهما وجع الأردنيين المغتربين كلهم، وهما من ساندا الأردن في الأوقات جميعها، وجاء الوقت ليقف الأردن معهما في محنتهما.
نعرف؛ ونقدر الجهود التي تقوم بها الحكومة والجهات العاملة في ملف كورونا، والأوضاع ليست سهلة ولا مُيسَّرة، لكن حقوق الأردنيين أينما كانوا يجب ان تبقى على سلم أولويات صانع القرار.
الوجع الأول….
الصحافي والصديق المغترب في دولة الإمارات العربية الزميل عبدالله بني عيسى كتب نصا موجعا أتمنى أن يكون قد وصل وزارة الخارجية وكل الأطراف المعنية في شؤون الأردنيون المغتربين..
يقول بني عيسى….
“كتلة بشرية من مليون أردني، ليست في حسابات الحكومة الأردنية. هؤلاء هم المغتربون. بدا ذلك واضحا في المؤتمر الصحافي أمس (الخميس)، إذ لم يتطرق أحد من المسؤولين لهم، كما لم يسأل عنهم أي من الصحافيين.
بعض المغتربين مضطرون للعودة لأسباب قسرية تتعلق بتعطل أعمالهم بسبب جائحة كورونا، فيما غالبيتهم، يرغبون بقضاء أشهر الصيف في بلادهم، كما اعتادوا على ذلك عقودا.
اللافت أن وزيرة السياحة تتحدث عن استعداد قطاع المطاعم والفنادق لاستقبال السياح، فيما يُمنع الأردنيون، حتى اللحظة من مجرد التفكير بإجازة يسيرة في بلادهم!.
شئنا أم أبينا نحن نتجه إلى فتح الاقتصاد، والعالم كله يتسابق من يفتح أولا، لإدراك الاقتصاد قبل الانهيار، ولكسب حصة من كعكعة السياحة العالمية. فعند المفاضلة بين الصحة والبورصة، فازت البورصة من دون شك، هذا هي حال الكون. فلِمَ نتلكأ في ترتيب عودة المغتربين في الصيف الوشيك جدا، بعيدا عن تعقيدات الحَجْر في الفنادق والكرافانات. لن تصمد مثل هذه الإجراءات حتى شهر آب أو سبتمبر على أبعد تقدير، صدقوني. وما يبدو لنا الآن مستحيلا سيغدو طبيعيا بعد أسابيع. فلا داعي لإضاعة الوقت.
المطلوب فقط، إجراءات من قبيل الفحص قبل السفر، والفحص عند الوصول، والالتزام بالحجر المنزلي أسبوعين، لغير المصابين.
نجحنا في تحدي الإصابات بكورونا، هذا صحيح. لكن النجاح الأهم، هو في الإمساك بأطراف النجاح كلها، الاقتصاد، والصحة، والحرية الفردية للبشر. النجاح الحقيقي في أن نسيطر على أعداد الإصابات، بحيث تكون في متناول المنظومة الصحية، وبالوقت نفسه لا يكون ذلك على حساب حريات الناس في التنقل، والحجر القسري والانعزال عن العالم. فمثل هذه المقاربات تبدو انتحارية حتى لو نجحت في خفض أعداد الإصابات بكورونا” (انتهى النص).
الوجع الثاني….
اتصال هاتفي من الصحافي والكاتب المعروف سليمان نمر الموجود في تركيا، الذي أمضى نحو 40 يوما في المستشفيات التركية بسبب فيروس في الدم لم يبق فحص طبي ومخبري إلا وأجري له من دون فائدة، ونُصح بإن يبحث عن علاج في الأردن، لكن هيهات من إمكان حجز تذكرة والحضور إلى عمان، بسبب الاجراءات المعقدة في الدخول على تطبيق وزارة الخارجية، وإغلاق التطبيق نهائيا هذه الأيام.
سليمان نمر صحافي أمضى عمره في مؤسسات صحافية كبرى من مونت كارلو إلى الـ بي بي سي والصحافة العربية، ينتظر تدخلا رسميا لتسهيل عودته وأسرته إلى الأردن بأسرع وقت ممكن كي يحظى بعلاج مناسب، وهذه أبسط حقوقه.
الدايم الله…..