إيران عسكرة المرحلة الانتقالية

إيران... عسكرة المرحلة الانتقالية

إيران... عسكرة المرحلة الانتقالية

 السعودية اليوم -

إيران عسكرة المرحلة الانتقالية

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

يسعى النظام الإيراني في الفترة المقبلة إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي استعداداً لمرحلة انتقالية تستدعي تحصين جبهته الداخلية وضمان تماسكها بهدف الحفاظ على مشروعيته الثورية التي تتطلب استقرار مؤسسات الحكم وانسجامها سياسياً وعقائدياً، لذلك تتجه الأنظار نحو «الحرس الثوري» بوصفه المؤسسة الوحيدة القادرة على القيام مباشرة بهذه المهمة بالتنسيق مع ما يعرف في إيران بـ«بيت المرشد»، وقد ظهر أول ملامح مشروع السيطرة على مؤسسات الدولة بعد تنصيب شخصية دينية راديكالية على رأس السلطة القضائية؛ إذ يعدّ إبراهيم رئيسي أحد الفاعلين في دوائر «بيت المرشد» ومقرباً من قيادة «الحرس الثوري»، ثم جاءت الخطوة الثانية والأهم في دلالاتها حول تغير طبيعة السلطة في إيران إثر سيطرة «الحرس الثوري» على أكثر من نصف مقاعد مجلس الشورى (البرلمان) وانتخاب أحد جنرالاته السابقين قاليباف رئيساً له، لكن ذروة مشروع تمكين العسكر أو «الحرس» كانت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما أعلن وزير الدفاع السابق وأحد القادة العسكريين البارزين في «الحرس» الجنرال حسين دهقان نيته خوض السباق الرئاسي المقبل في شهر يوليو (تموز) 2021.
في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي مهد مجلس الشورى الطريق تشريعياً أمام القيادات العسكرية لدخول السباق الرئاسي، بعدما عارض النواب مشروع قانون قدمته الكتلة الإصلاحية يقترح حظر ترشح كبار قادة القوات المسلحة برتبة عميد فما فوق لانتخابات رئاسة الجمهورية، بأغلبية 207 من أصل 237 حضروا الجلسة، كما صوّت المجلس على تعديل قانون الانتخابات الرئاسية، حيث سمح التعديل لأعضاء «مجلس تشخيص مصلحة النظام» و«المجلس الأعلى للأمن القومي» بخوض السباق. اللافت في تعديل القوانين أنه حدد مسبقاً المعايير التي يجب أن تنطبق على المرشحين وحصرها في فئة معينة؛ في مقدمتها العسكر، وترك لـ«مجلس صيانة الدستور» التحقق من أهليتهم.
اللافت في خطاب الترشح الذي أعلنه دهقان تأكيده أنه لا ينتمي إلى التيارين السياسيين التقليديين في إيران؛ الإصلاحي والمحافظ، وأنه يسعى إلى إيجاد جوّ من التفاهم والإجماع الوطني، وهذا في ظاهره أن «الحرس الثوري» يريد أن ينأى بنفسه عن الانقسامات السياسية وصراعات الأجنحة حتى داخل التيار المحافظ، ولكن في باطنه أن «الحرس» اتخذ قرار السيطرة على السلطة تحسباً لأي تداعيات داخلية وخارجية قد تهدد استقرار النظام، إضافة إلى أنه يمثل آخر عوامل تماسكه بعد صعود النزاعات القومية وتراجع البعد الوحدوي بين المجتمعات الإيرانية نتيجة تراجع شعبية النظام وفشل خطابه العقائدي في توحيد الإيرانيين.
عملياً؛ خرج ترشيح الجنرال دهقان من «بيت المرشد» أيضاً، بصفته مستشاره لشؤون التصنيع العسكري والاستراتيجية، وما كان لدهقان أن يقوم بهذه الخطوة لولا مباركة المرشد الضمنية له. ولعل دهقان أو جنرالاً آخر يمثل أحدهما الحل الأنسب لقيادة النظام في المرحلة المقبلة بعد خسارته الجنرال قاسم سليماني، الذي راهن عليه المرشد في تأمين المرحلة الانتقالية بعد رحيله، والتي من شروطها أن يكون الرئيس قوياً في فترة تسلم مرشد جديد، خصوصاً أن القيادة تجد صعوبة حتى الآن في تعويم شخصية دينية ترث موقع المرشد، ويجري الحديث في الأروقة الداخلية عن تشكيل مجلس شورى مؤقت من المتوقع أن يضم مجتبى نجل خامنئي وإبراهيم رئيسي ورجل دين ثالثاً يختاره «الحرس» بالتفاهم مع «بيت المرشد» إلى أن يتم لاحقاً اختيار أحد أعضائه مرشداً للجمهورية.
بين عضو «مجلس الأمن القومي» سعيد جليلي أبرز المرشحين عن التيار الأصولي، والجنرال حسين دهقان أحد مرشحي «الحرس الثوري» حتى الآن، يتجه النظام الإيراني في لحظة مفصلية داخلية وخارجية إلى السماح للعسكريتاريا الإيرانية بتعزيز قبضتها على الدولة، فيما تتصاعد المخاوف من أن يكون الاتجاه نحو مرحلة تشدد داخلية وخارجية، خصوصاً في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، وملفات أخرى حساسة تمس جوهر النظام وطبيعته.

 

arabstoday

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

GMT 20:15 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

حزب الله والارتياب والتدويل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران عسكرة المرحلة الانتقالية إيران عسكرة المرحلة الانتقالية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab