د. وحيد عبدالمجيد
هل تعلم أن القنوات الفضائية الإعلانية، التى يروج بعضها الشعوذة والسحر، تحتل المرتبة الأولى فى الفضاء الإعلامى العربى حيث يصل عددها إلى 248 قناة من بين 1249 قناة (حوالى 19% تقريباً)؟ وهل تعرف، فى المقابل، أن القنوات الثقافية بغض النظر عن مستواها تأتى فى ذيل القائمة حيث لا يتجاوز عددها تسع قنوات بينها 5 عامة و4 خاصة؟
هذا ليس إلا غيض من فيض معلومات كثيرة بعضها غرائبى يحفل بها التقرير السنوى لاتحاد إذاعات الدول العربية عن البث الفضائى عام 2014. ويتابع هذا التقرير التطور الذى يحدث فى البث الفضائى العربى من حيث العدد والنوع والامتداد الجغرافى والأقمار الاصطناعية وغيرها.
ووفقاً لآخر بيانات رصدها معدو هذا التقرير المهم، بلغ عدد الهيئات التى تبث قنوات فضائية 758 هيئة، بينها 29 هيئة عامة و 729 هيئة خاصة. وبينما تبث الهيئات العامة 165 قناة، يصل عدد القنوات التى تبثها الهيئات الخاصة إلى 1129 قناة. ومن الملاحظات ذات الدلالة هنا أن نحو 87% من إجمالى الهيئات تبث قناة واحدة فقط، فى حين أن 13% فقط (91 هيئة تليفزيونية) هى التى تبث أكثر من قناة، الأمر الذى يدل على وجود تفاوت شديد بين هيئات «أخطبوطية» تلك إمكانات هائلة وأخرى صغيرة محدودة «القدرات».
والتفاوت موجود أيضاً بين الهيئات صاحبة الإمكانات الكبيرة، والتى تتصدرها هيئتان خاصتان. ويصل عدد القنوات التى يبثها أكبرهما إلى 127، بينما تبث الهيئة الثانية 103 من القنوات. وتقترب هذه الفجوة من المعدل العام للانقسام والتفاوت الاجتماعيين فى العالم العربى.
وتأتى القنوات الرياضية فى المرتبة الثانية بعد قنوات الإعلانات، بعدد 170 قناة، الأمر الذى يدل على ما وصل إليه «بزنس الرياضة» من توسع. وتليها من حيث العدد قنوات الدراما (الأفلام والمسلسلات) التى تحل ثالثة بعدد يبلغ 152 قناة، ثم القنوات الغنائية التى يصل عددها إلى 124 قناة. وهى تسبق بذلك القنوات الدينية التى أصبح عددها الآن 95 قناة تتوزع على ستة مذاهب منها اثنان مسلمان وأربعة مسيحية.
ولكن ما لم يقله التقرير هو أن الاغلبية الساحقة من هذه القنوات بمختلف تخصصاتها تتنافس على تجريف ما بقى من عقل فى بلادنا العربية.