د. وحيد عبدالمجيد
إلى جانب دور النقابات المهنية فى حماية مصالح أعضائها، والعمل من أجل تطوير المهنة، والمشاركة فى الحوار العام، تستطيع هذه النقابات تقديم إسهامات كبيرة عبر تدعيم المشاريع والأفكار الجديدة لدى بعض الأعضاء المتميزين الذين ينحتون فى «صخر» البحث العلمى المهمل فى بلادنا.
ومن هنا أهمية الندوة التى عقدتها نقابة المهندسين الأسبوع الماضى عن مشاريع المهندس د. عرفة رضوان المدرس بكلية هندسة عين شمس، وفى مقدمتها مشروع سماه «التحالف مع الشمس» يحقق أهدافاً عدة بيئية واقتصادية. وهو يقوم على تطوير وتصنيع مواد للعزل الحرارى، والتأثير فى الإشعاعات الشمسية، والمساعدة فى زراعة أراض صحراوية، وتحسين تركيبة المحاصيل فيها، فضلاً عن أنه يقدم حلاً لمشكلتى الاحتباس الحرارى والتصحر.
ويعنى ذلك أننا إزاء مشروع ذى طابع عالمى يمكن أن يفيد البشرية بوجه عام، ويُوفر لمصر فرصة للإسهام فى تصدير معرفة علمية تستوردها طول الوقت من غيرها.
كما أن لهذا المشروع فوائد اقتصادية لمصر، منها خفض معدل تبخر المياه, وتصدير طاقة الأشعة الشمسية بصورتها الخام إلى دول شمال العالم الباردة. ويقدم د. رضوان بدائل بشأن تطبيق هذا المشروع، الذى يقترح بدء تنفيذه فى جنوب مصر، وتحديداً فى أسوان والمناطق المحيطة وصولاً إلى توشكى، لخفض درجات الحرارة والحد من تبخر المياه على نحو يسهم فى حل أزمتها الآخذة فى التفاقم سواء نتيجة الزيادة السكانية المطردة، أو بسبب التداعيات التى ستترتب على الاستمرار فى بناء السد الأثيوبى دون تعديل مناسب فى تصميمه.
ويعتمد المشروع فى هذا الجانب على قاعدة علمية تقول إن خفض درجة حرارة الهواء المحيط بمقدار عشر درجات مئوية يؤدى إلى خفض معدلات تبخر المياه إلى نصف قيمتها الأولية.
وإذا أمكن تحقيق ذلك فى أسوان ومحيطها، يتوقع صاحب المشروع أن تكون معدلات تبخر المياه بين 5 و 8 مليارات متر مكعب سنوياً، أى بنسبة 56% من قيمتها الأصلية.
ولذلك يحتاج هذا المشروع إلى اهتمام جدى من الجهات الرسمية المعنية، بعد أن قامت نقابة المهندسين بدورها فى تقديمه والتعريف به. ولذلك وجب توجيه التحية إلى نقيبها المهندس طارق النبراوى، وأمينها العام المهندس عبد الرحمن شريف، ورئيس لجنة المشروعات القومية فيها المهندس د. السيد عبد الرسول.