صلاح منتصر
1ـ من المطار إلى الفندق إلى الاجتماع المحدد باليوم والساعة إلى الفندق إلى المطار ..وانتهت الزيارة . مرات عديدة زرت واشنطن ضمن الوفد الصحفى المرافق للرئيس الأسبق حسنى مبارك..
ولكن لم تخرج الزيارة عن الخط المرسوم ، وهو نفس الخط الذى تسير عليه زيارات الرئيس السيسى للدول التى يزورها. وحاليا ليس هناك من ينافس فى كثرة سفرياته وزير الخارجية سامح شكرى مما جعل من أوائل مهام مكتبه معرفة جداول السفر تحسبا لزيارة مفاجئة يطير اليها . فرغم ثورة الاتصالات والحديث مع أى شخص فى كل الدنيا فإنه على العكس زادت زيارات ورحلات المسئولين، وفى مذكرات هيلارى كلينتون أنها قطعت مليونى كيلومتر فى السنوات الأربع التى أمضتها وزيرة للخارجية مع أوباما ولكن فى طائرة خاصة تحمل علم بلادها .
هذه المرة ومنذ ستة أسابيع زرنا ـ زوجتى وأنا ـ واشنطن قبل أن نتجه غربا، لكن لم تتح لى الكتابة عن الزيارة بسبب الأحداث المتتالية التى سرقت الاهتمام ، حتى أوشكت الزيارة أن تنتهى وأعود إلى الوطن ، ولذلك قررت التعلق بآخر الأيام وتسجيل بعض ما رأيت قبل أن تغمرنا موجة الانتخابات!
واشنطن وها أنا أدخلها من باب أهراماتها الثقافية . فإذا كانت الأهرامات الفرعونية ذات الخمسة آلاف سنة علامة مصر السياحية ، فأهرامات الولايات المتحدة الأقل من 250 سنة هى «طريق المول» الذى يمتد من مبنى الكابيتول (الكونجرس) إلى نصب جورج واشنطن أول رئيس لأمريكا والذى أطلق اسمه على العاصمة . وهذا النصب عبارة عن مسلة ضخمة بارتفاع 169 مترا (اكثر من 50 طابقا) بداخلها أسانسير يصعد بالزائر الى الطابق الأخير فى 70 ثانية .
أما على طول طريق المول الذى يزوره ما لا يقل عن 24 مليونا سنويا، فهناك 19 متحفا للتاريخ والفنون والفضاء تديرها مؤسسة «سيموثونيان» نسبة إلى العالم البريطانى جيمس سيموثونيان مالك الأرض الذى لم ينجب ومنحها لابن أخيه الذى اشترط حالة عدم وجود وريث له أن تئول للدولة ، وقد كان من حظ الدولة أن تكون الوريثة وأن تحسن استغلالها وتحولها إلى متاحف!