بقلم - أسامة الغزالي حرب
أقصد بتعبير تغزية هنا..، الأثر الذى سوف تحدثه الحرب الإسرائيلية الجارية اليوم على قطاع غزة، على علاقات إسرائيل الحالية بالدول العربية، والتى اجتهدت الدولة العبرية فى بنائها منذ نشأتها فى المنطقة العربية، منذ 1948 حتى الآن . (بل إنها فكرة تستحق المناقشة العميقة أيضا فيما يتعلق بعلاقات إسرائيل مع العالم الإسلامى كله ! ). فى تقديرى، أن تلك العلاقات بعد الحرب على غزة لن تعود أبدا كما كانت قبلها. وتلك هى القضية المحورية التى غفل اليمين الصهيونى المتغطرس عن إدراكها، والتى عادت بالنزاع أو الصراع العربى - الإسرائيلى– كما سبق أن قلت - إلى نقطة الصفر! لقد بنت إسرائيل علاقات مهمة مع عدد كبير من البلاد العربية بإصرار ودأب شديدين، وكانت مبادرة الرئيس السادات التاريخية بزيارة إسرائيل فى عام 1977 والتى انتهت بتوقيع معاهدة السلام معها فى 1979. هى نقطة التحول التاريخية فى تلك العلاقات. وأصبح لإسرائيل علاقاتها المهمة – فضلا عن مصر- مع السلطة الفلسطينية (اتفاق أوسلو فى 1993) ومع الأردن (1994) والسودان والبحرين والإمارات والمغرب (2020) ...وفى حين تعرضت المملكة العربية السعودية إلى ضغط هائل من الأمريكيين لإنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل..، قبل أحداث غزة، فقد ظلت كل من سوريا والعراق والجزائر وتونس واليمن والكويت رافضة للعلاقات معها، وفى حين امتنعت لبنان عن توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل إلا اتفاقا لترسيم الحدود معها تم فى العام الماضى (2022) عد بمثابة نوع من الاعتراف الناقص. الآن، تهب على تلك العلاقات كلها رياح حرب غزة الساخنة، التى تغذيها حماقة اسرائيلية مذهلة، وروح انتقامية بشعة تحصد بوحشية وبلا اى اكتراث أرواح مئات الألوف من الأبرياء...لتطيح بكل ما بنى من سلام، وكأنه بناء هش لا أساس ولا كيان له!