كى نكسب معركة الإرهاب

كى نكسب معركة الإرهاب!

كى نكسب معركة الإرهاب!

 السعودية اليوم -

كى نكسب معركة الإرهاب

بقلم : مكرم محمد أحمد

أعرف أن الشرطة والأمن يشددان على ضرورة انضباط الجميع وربما تضطرهما الظروف الراهنة إلى أن يكونا أكثر حيطة وتشدداً خاصة أن المطلوب إنهاء الحرب على الإرهاب فى سيناء خلال 3 أشهر، لكن على الشرطة والأمن أن يضعا فى اعتبارهما أن الغالبية العظمى تقف إلى جوار الدولة المصرية تريد القضاء على الإرهاب وتعزيز استقرار البلاد فى أقصر وقت ممكن، ولا يعنى المزيد من اليقظة معاملة الجميع على أنهم من المشتبه بهم، بحيث يصبح رد الفعل المزيد من التضييق على الناس، نريد أن تزداد علاقات الثقة المتبادلة بين الأمن والشرطة والمواطنين، وأن يكون الجميع يدا واحدة على الإرهاب، وأن يكون هدف الجانبين المزيد من الثقة والتعاون، والمزيد من التواصل والفهم المتبادل. 

نعم هناك طابور خامس لجماعة الإخوان لابد من كشفه والتضييق عليه وتقييد حركته إن لزم الأمر، وربما يكون صحيحا ما يقوله البعض من أن سياسة القبضة القوية والأرض المحروقة قد لا تنجح وحدها فى القضاء على الإرهاب ما لم تكن مقرونة بالمعرفة الصحيحة للواقع وحسن التمييز بين العدو والمشتبه به إلى أن يثبت أنه عدو بالفعل، وهذا ما تتبعه مصر الآن باستثناء حالات جد محدودة يصعب القياس عليها . 

نعم إن الهجوم على مسجد الروضة شمال سيناء هو الحادث الإرهابى الأشد فتكا بالناس على مر التاريخ، وربما تكون معاداة داعش للصوفية جزءا من ذرائع الجريمة النكراء، لكنه لا يشكل الجزء الأكبر من القضية، لأن الصوفية المصرية صوفية خيرة فى الأغلب، يحبون الله بأكثر من حب الحياة، لكن داعش استهدفت مسجد الروضة لأنها تستهدف قبيلة السواركة لأن السواركة يقفون بالفعل مع الدولة ضد الإرهاب، ولهذا السبب فإن سياسة القبضة القوية لابد أن تقترن بها المعرفة الدقيقة بالواقع والقدرة على فرز الأشرار من عموم الناس حتى تمتنع عشوائية رد الفعل التى تباعد بين الأمن والناس . 

وإذا كان الرئيس الأمريكى ترامب وصف الهجوم على مسجد الروضة بأنه هجوم إرهابى فظيع وجبان على مصلين أبرياء وعزل، وأن من الضرورى أن نهزم الإرهاب ونفضح أيديولوجيته المتطرفة التى تشكل أساس وجوده، لكن ذلك لا يبرر لنا بناء حائط عازل مع قطاع غزة كما يريد الرئيس الأمريكى بناء حائط مع المكسيك، بدعوى أن المتطرفين يمكن أن يأتونا من الجنوب، إلا أن نيأس من المصالحة الفلسطينية وتعجز جهودنا عن ترميم هذا الشرخ العميق بين التنظيمين الفلسطينيين الكبيرين، فتح وحماس، اللذين لا يزالان يتبادلان سموم الكراهية بعد عشر سنوات من الانفصال والحرب والعداء، فى خلافهما الراهن حول تسليم إدارة قطاع غزة بالكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية وتوحيد أجهزة الأمن فى القطاع وضرورة أن يكون للدولة الفلسطينية سلاح واحد وعلم واحد وقانون واحد، ومع إقرارنا جميعا بأن هذه شروط أساسية لنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية، لكن علاج هذه الخلافات لا يكون بالتخوين المتبادل وكيل الاتهامات ولكن بالحوار البناء . 

وبوضوح قاطع فإن العمل الإرهابى الذى كانت تديره حماس فى سيناء قبل إقرار المصالحة لابد أن يتوقف بصورة نهائية، وأن تكون حماس جزءا مهما من وقف هذا العمل لأن ذلك يعنى جديتها فى مشروع المصالحة الوطنية، أما أن تقف حماس من المصالحة موقفا وسطا فذلك يعنى أنها لا تريد أن تنفض يدها من سياسات قديمة تحدث ضررا بالغا بالامن المصرى ينبغى أن تجتث حماس كل جذورها . 

إن مصر بطبيعتها دولة واحدة موحدة لا انقسام فيها بين سنة وشيعة يبرر الحرب على المساجد كما حدث فى العراق، لأن مصر تخلو من عناصر القسمة الطائفية ولا يمكن للصوفية أن تكون بديلا للشيعة، لأن الصوفية فى مصر تعنى أن تؤثر حب الله على متاع الدنيا وربما تكون جريمة الصوفية الكبرى فى نظر هؤلاء فرحها الكبير فى الاحتفال بمولد الرسول وجميع أولياء الله ! . 

إن المساندة القوية التى تحظى بها مصر من عالمها العربى تؤكد أن الأمة بأكملها تستشعر الخطر البالغ والمحدق من الإرهاب رغم سقوط داعش فى العراق وسوريا، لكن سقوط دولة داعش لا يعنى أن الإرهاب قد استسلم وأن المعركة قد أوشكت على الانتهاء، فالمعركة لاتزال مستمرة تتطلب المزيد من التضامن العربى، ولا مجال الآن لأى معارك جانبية، فالأولوية ينبغى أن تكون للحرب على الإرهاب، والأمر الذى لاشك فيه أن الإرهاب سوف ينكسر على صخرة مصر القوية فى أجل قريب، وأن على المصريين أن يرفعوا رءوسهم إلى عنان السماء لأنهم يحاربون الإرهاب ويدفعون ثمنا باهظا لذلك من دماء الآلاف من زهرة شبابهم . 

طوبى لمصر ولشهدائها الأبرار وشعبها العظيم الذى يحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع . 

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كى نكسب معركة الإرهاب كى نكسب معركة الإرهاب



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab