حزب الله إلى أين

حزب الله إلى أين؟

حزب الله إلى أين؟

 السعودية اليوم -

حزب الله إلى أين

بقلم : مكرم محمد أحمد

أعرف جيداً أن حزب الله جاوز حدوده كحزب شيعى لبناني، وإنه أصبح خطراً على لبنان والعالم العربي، بعد أن بات يملك قرار الحرب والسلم نيابة عن الأمة العربية بأكملها، فى حين يمثل شريحة محدودة قد لا تشكل أغلبية شيعة لبنان، ومع احترامى لشيعة لبنان فإنهم لا يملكون من قرار الحرب سوى ما يعادل تعدادهم فى العالم العربي..، وأظن أن غالبية العرب ينشدون الآن سلاماً عادلاً مع إسرائيل، يمكن أن يتحقق بقيام دولة فلسطينية تعيش فى سلام إلى جوار إسرائيل، أو بان تتوحد حقوق المواطنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى إطار دولة واحدة شعارها (صوت انتخابى واحد لكل مواطن إسرائيلياً كان أم فلسطينياً) .

وأظن أن امتلاك حزب الله لقرار الحرب والسلم أصبح حقيقة واقعة بفعل ترسانة الصواريخ الإيرانية التى بات يمتلكها، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة شاملة وضبط حقيقى بعد أن أصبح فى وضع حزب الله أن يجتاح الحدود العربية، يحارب على الأرض اللبنانية والأرض السورية والأرض العراقية، ويعطى لنفسه شرعية إجتياح الحدود دون إذن أو تكليف من أحد سوى السيد حسن نصر الله أمين حزب الله الذى يأتمر فقط بما تريده طهران..، وربما يكون من الصعوبة بمكان إلزام اى حكومة لبنانية بكبح جماح حزب الله فى إطار دستورى مشروع، لان حزب الله يملك جيشاً أقوى وأعز قدرة من جيش الدولة اللبنانية، ولأن رئيس الحكومة اللبنانية مهما تكن شعبيته قد لا يستطيع أن يفعل الكثير أمام متطلبات قرار مشروع من هذا النوع سوى الاستقالة، والاعتراف علناً بأنه يواجه دولة داخل الدولة، كما فعل السيد سعد الحريرى فى الرياض! .

وبرغم أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله يزعم أن السعودية تحتجز الحريرى بعد أن أملت عليه قرار الاستقالة وأرغمته على قبولها، نفى القائم بأعمال السعودية فى بيروت وليد البخارى أن يكون الحريرى خاضعاً لأى من صور الإقامة الجبرية فى الرياض، مؤكداً أن وضع الحريرى وبقاءه فى المملكة رهن بإرادته، وأنه قرر عدم مغادرة الرياض إلى لبنان خشية تعرضه لعملية اغتيال تحدث عنها فى خطاب الاستقالة بل وخرج الحريري لنفسه علي شاشات التليفزيون يؤكد أنه غير مقيد الحركة ولم تملي عليه استقالته وأنه سوف يعود الي بيروت في أقرب فرصة. وهو الأمر الذى نرجحه، كما أكد المتحدث بإسم البيت الأبيض أن سعد الحريرى شريك موثوق به وأن الجيش والأمن اللبنانى هما القوات الشرعية الوحيدة فى لبنان داعياً الجميع إلى إحترام لبنان واستقلال مؤسساته على حين حاول رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو استثمار استقالة الحريرى لصالحه وإعتبرها دليلاً قاطعاً على عدوان إيران المتزايد فى الشرق الأوسط يتطلب تصعيد الجهود لمواجهة الخطر الإيراني، كما طلب إلى كافة سفراء إسرائيل فى الخارج اعتبار الاستقالة دليلاً على الطبيعة المدمرة لتدخلات طهران وحزب الله وخطورتهما على إستقرار لبنان وكافة دول الشرق الأوسط، كما أكدت الخارجية الإسرائيلية، أن الأحداث فى لبنان وإطلاق الصاروخ الايرانى من قبل الحوثيين على مطار الرياض الدولى يستلزم زيادة ضغوط المجتمع الدولى على إيران وحزب الله فى قضايا عديدة تهدد أمن الشرق الأوسط . وبينما حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من تصاعد التوتر بين السعودية وإيران بما يؤدى إلى حرب جديدة فى الشرق الأوسط لا تحتاجها منطقة الشرق الأوسط التى يكفيها ما تعانيه من أسباب التوتر والإضطراب، كان الرئيس السيسى واضحاً فى تأكيده أن أمن الشرق الأوسط خط أحمر وأن مصر تقف إلى جوار السعودية ودول الخليج، وأن على الآخرين أن يحرصوا ألا تصل الأمور إلى حد الصدام العسكرى لأن ذلك ليس فى صالح المنطقة ولا فى صالح أى من الأطراف.

ومع الأسف اتسمت ردود أفعال طهران بالاستعلاء والتكبر عندما حذر الرئيس الايرانى حسن روحانى السعودية من قوة طهران قائلاً كانت هناك قوى أكبر منكم عجزت عن قهر إرادة الشعب الإيراني، بينما اتهم حسن نصر الله أمين عام حزب الله السعودية بالتخطيط للعدوان على لبنان..، والمضحك فى كلام نصر الله اعترافه بأن للسعودية نفوذاً فى لبنان كما أن لإيران نفوذها واحترامها، لكن هناك فارقاً مهماً بين الطرفين، حيث إن إيران لا تستخدم هذا النفوذ بينما تحاول الرياض فتح معركة مع لبنان، متجاهلاً الحجم المأساوى للتأثير الايرانى على لبنان الذى يمارسه حزب الله ويصل إلى حد الحرب العلنية فى مناطق عديدة من الشرق الأوسط لصالح طهران !

وما لم يعاود حزب الله النظر فى دوره فى المنطقة بإعتباره حزباً شيعياً لبنانياً يعمل داخل لبنان، له كل الحقوق كحزب سياسى لبناني، ويمتنع عليه ما يمتنع على كافة الأحزاب الأخري، وتسرى عليه كل القواعد والشروط التى تسرى على جميع الأحزاب اللبنانية بما فى ذلك الامتناع عن العمل المسلح خارج حدود لبنان، ويتوقف عن أن يكون مجرد أداة تستقوى بالخارج، وتستخدمها إيران فى صراعاتها الإقليمية فسوف يظل حزب الله مصدر خطر على استقرار لبنان إلى أن تقتلعه عاصفة قوية من عواصف الشرق الأوسط يقترب موعدها حثيثا لأن حزب الله جاوز كل الحدود!.

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله إلى أين حزب الله إلى أين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab