شبعا والضفة بعد الجولان

شبعا والضفة بعد الجولان!

شبعا والضفة بعد الجولان!

 السعودية اليوم -

شبعا والضفة بعد الجولان

بقلم : مكرم محمد أحمد

بعد يومين فقط من قرار الرئيس الأمريكي ترامب بضم هضبة الجولان إلي إسرائيل، تعرضت بعض المناطق السورية شمال شرق حلب لغارات القوات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت إحداها مركز قيادة عمليات الحرس الإيراني في منطقة الشيخ نجار، كما طالت منطقة النفارين الصناعية ومستودعات الذخيرة شمال مطار حلب الدولي، وأكدت إسرائيل أنها سوف تواصل عملياتها ضد محاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، دعما لادعاءات الولايات المتحدة بأن وجود إيران في هضبة الجولان يُشكل أحد الأسباب الرئيسية لضم الهضبة. ورغم أن واحدا من أهداف قرار الضم تمكين رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو من تحقيق نصر حاسم علي كل منافسيه في انتخابات الكنيست التي تجري في غضون أسابيع قليلة خاصة تحالف أبيض أزرق، فإن آخر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تؤكد ارتفاعا طفيفا في شعبية نيتانياهو بما يمكنه من الحصول علي 29 من مقاعد الكنيست بدلا من 26، لكن تحالف أبيض أزرق بزعامة رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بيني جانيتس لا يزال في المقدمة ويمكن أن يحصل علي 30 مقعدا بخسارة مقعدين اثنين، لكن الحقيقة الواضحة أنه باستثناء الولايات المتحدة، فإن جميع أعضاء مجلس الأمن الذين يمثلون 14 دولة أدانت قرار ترامب، كما أدانته جميع الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا واعتبروه انتهاكا صارخا للقانون الدولي يمكن أن ترتب تداعياته عواقب وخيمة علي أمن الشرق الأوسط واستقراره فضلا عن أنه قرار منعدم الأثر, في حين توقع صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن يستمر العدوان الأمريكي علي الأرض العربية، وتسارع إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة إلي ضم الضفة الغربية، خاصة أن الإسرائيليين في دعواتهم المتكررة يطالبون بضم 60% من الضفة، وحذر عريقات من أي قرار أمريكي يصدر بضم الضفة الغربية، لأنه سوف يؤدي إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، والمعروف أن اتفاقات أوسلو تُقسم الضفة إلي ثلاث مناطق، أولاها المنطقة (أ) التي تضم المراكز السكانية الرئيسية للفلسطينيين التي تُشكل 18% من مساحة الضفة وتخضع للسيطرة الفلسطينية أمنيا وإداريا ثم المنطقة (ب) التي تضم القري والبلدات الملاصقة للمدن وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وسيطرة أمنية إسرائيلية وتبلغ مساحتها 21% ،ثم المنطقة (ج) التي تشكل 60% من مساحة الضفة وتضم غالبية الكتل الاستيطانية، وتخضع لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية. وإذا كان الإانحياز المُطلق لإسرائيل يشكل أهم حافز للرئيس ترامب علي إصدار قراري ضم القدس والجولان بقرارات أحادية تفرض الأمر الواقع، فثمة حافز آخر لا يقل أهمية يتمثل في رغبة ترامب في إرضاء ناخبيه داخل الولايات المتحدة من المسيحيين البروتستانت الذين يعتقدون لأسباب دينية بحق إسرائيل في القدس والضفة والجولان، ولذا فإن مزارع شبعا اللبنانية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي والتي استولت إسرائيل عليها في حرب 1967 دون جهد يُذكر ودون أن يكون لبنان جزءاً من هذه الحرب ربما تكون الضحية التالية بعد القدس والجولان، خاصة أن الإسرائيليين لا يعترفون بلبنانية مزارع شبعا، وفي السياق نفسه حذر الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود من أن يكون ضم مزارع شبعا ومنطقة كفر شوبا لإسرائيل هو الخطوة القادمة للرئيس ترامب قبل أن يبدأ إعلان مشروعه صفقة العصر لتضم إسرائيل بحكم الأمر الواقع القدس والجولان والضفة الغربية أو 60% منها علي الأقل ومزارع شبعا ومنطقة كفر شوبا، وفي وسع ترامب أن يدعي بصفاقة أنه أزاح هذه المشكلات من مائدة التفاوض كي يسهل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ويختصر طريق التفاوض، وبذلك يمكن إسرائيل من القدس، ويمنحها أهم موقع إستراتيجي في الشرق الأوسط تسيطر من خلاله علي مياه جبل الشيخ الذي يضاعف مواردها المائية، لكن السؤال المهم لماذا يقبل الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون صفقة العصر وكلهم يشكلون الطرف الخاسر في صفقة غير متوازنة منعدمة التكافؤ يفرضها ترامب بحكم الأمر الواقع قسرا علي الجميع دون أن يمكنهم من حفظ ماء وجودهم، متجاهلا مصالح العرب القومية والأمنية، غير مهتم بغضبهم أو كرامتهم ضارباً عرض الحائط بالشرعية والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، مغتصبا سلطة الله، كاشفا عن نزعته الديكتاتورية التي أزاحت الستار عن وجه أمريكا القبيح.

 

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبعا والضفة بعد الجولان شبعا والضفة بعد الجولان



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab