آفة الرأسمالية الوطنية

آفة الرأسمالية الوطنية!

آفة الرأسمالية الوطنية!

 السعودية اليوم -

آفة الرأسمالية الوطنية

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم النجاحات التى حققتها الحكومة المصرية خلال العامين الأخيرين فى رفع معدلات الإنتاج فى نشاطين حيويين هما إنتاج الكهرباء الذى عزز قدرة مصر بإنشاء 3 محطات حرارية هى الأضخم والأحدث فى العالم بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية، وزيادة حجم احتياطيات الغاز المصرية من خلال اكتشافات شركة إينى الإيطالية شمال المتوسط فى حقل ظهر وغيره من المناطق التى يجرى التنقيب فيها، رغم هذه النجاحات الكبيرة لا تزال جهود مصر لتحفيز الرأسمالية الوطنية على زيادة نشاطها الإنتاجى والصناعى متواضعة، لم تحقق بعد الحد المأمول فى مجال الإنتاج السلعي، لأن الرأسمالية الوطنية لا تزال تركز على الاستيراد من الخارج بأكثر من تركيزها على النشاط الإنتاجى فى كل المجالات ابتداء من صناعة الملابس الجاهزة التى تستورد أغلبها من بنجلاديش! إلى صناعة المولدات وطلمبات رفع المياه ووسائل النقل الخفيف من الدراجات والموتوسيكلات، وأنشطة أخرى عديدة تعتمد فيها على الاستيراد من الخارج.

والواضح أن النشاط الأضخم الذى يشكل عنصر جذب أساسيا لمدخرات المصريين هو النشاط العقارى رغم وفرة المعروض بما يفوق حاجة الطلب، خاصة أن هناك مئات الآلاف من شقق الإسكان على كل المستويات مغلقة لم يتم استثمارها، لأن الحكومة تأخرت طويلاً فى فرض ضرائب على العقارات غير المؤجرة المغلقة والمحجوبة عمداً عن سوق العقارات، وبرغم احتياج مصر المتزايد إلى العديد من مشروعات التنمية الصناعية لإنشاء صناعات مغذية تخدم أغراض الصناعة والزراعة، يمكن أن تنهض بها صناعات صغيرة ومتوسطة، يفضل الكثيرون الذهاب إلى سوق العقارات التى تبتلع الجزء الأكبر من مدخرات المصريين رغم أن مصر بذلت على امتداد عامى 2016 و 2017 جهداً كبيراً من أجل تحسين بيئة ومناخ الاستثمار فى مصر فى إطار رؤية وطنية توافرت عليها وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الدكتورة سحر نصر، وأطلقت خريطة استثمارية جديدة تقوم على تشجيع وتنمية النشاط الإنتاجى بما فى ذلك مشروعات التنمية الصغيرة والمتوسطة، كما سارعت بإصدار قانون جديد للاستثمار وقانون آخر لسوق العمل، يعززان بيئة ريادة الأعمال ويشجعان على إنشاء شركات جديدة ناشئة ويضمنان تسهيل الإجراءات وتبسيطها، سواء على الصعيد الجغرافى بالتركيز على محافظات الصعيد الأشد احتياجاً لمشروعات التنمية، وتوليد فرص جديدة للعمل، أو على صعيد القطاعات لتغطية نقص الإنتاج فى مجالات حيوية عديدة مثل صناعات الأثاث والجلود والأحذية والملابس الجاهزة والسجاد والأكلمة، يمكن أن تجد قبولاً واسعاً فى أسواق الخارج، فضلاً عن صناعة البرمجيات .

ولا يزيد حجم الاستثمارات المحلية رغم كل هذه التسهيلات والحوافز على 270 مليار جنيه يذهب أغلبها إلى الاستثمار العقارى ويشكل 9 فى المائة فقط من حجم الناتج المحلى الإجمالي، مطلوب أن ترتفع فى غضون السنوات الأربع القادمة إلى 780 مليار جنيه بحلول عام 2022 تذهب النسبة الأكبر منها إلى أنشطة إنتاجية تحتاجها السوق المصرية ويمكن أن تسهم فى زيادة حجم الصادرات المصرية، كما أن حجم الاستثمارات الأجنبية فى السوق المصرية لا يزال متواضعاً لم يتجاوز 7 مليارات دولار، مطلوب أن ترتفع إلى 22 مليار دولار بحلول عام 2022، تسهم فى إنشاء 22 منطقة استثمارية و5 مناطق حرة جديدة كى ترتفع معدلات التنمية إلى أكثر من 8%، بما يمكن مصر من مجابهة مشكلة البطالة، وتوليد مليون فرصة عمل منتج كل عام تلاحق مطالب الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

ومع حرص الرأسمالية الوطنية على التركيز فى استثماراتها على أنشطة الاستيراد دون الدخول فى مشروعات إنتاجية تقوم على التطوير المستمر، وتشجيع الابتكار والقبول بمعايير المنافسة العالمية، ربما نجد أنفسنا أمام تحدٍ جديد يفرض على الدولة المصرية تشجيع فئات جديدة من المستثمرين المصريين على اقتحام مجالات النشاط الإنتاجي، لأنه فى سوق عالمية مفتوحة تقوم على المنافسة والتطوير والابتكار، يصعب على أى دولة أن تكون طرفا مؤثرا فى السوق العالمية دون أن يكون لديها ما تستطيع أن تقدمه لهذه السوق، كى تكون عنصراً فاعلا ومؤثرا تأخذ وتُعطى وتُفيد وتستفيد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام

arabstoday

GMT 03:49 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الموجة الجديدة من الحراك العربي

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان بين صيغتين

GMT 11:46 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تدخلات غير مقبولة!

GMT 11:41 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

اقرأوا وجه الرجل!

GMT 11:34 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفة الرأسمالية الوطنية آفة الرأسمالية الوطنية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab