الفوز الكاسح« 2 4» 2 عبدالفتاح السيسى

الفوز الكاسح« 2- 4» 2- عبدالفتاح السيسى

الفوز الكاسح« 2- 4» 2- عبدالفتاح السيسى

 السعودية اليوم -

الفوز الكاسح« 2 4» 2 عبدالفتاح السيسى

عمرو الشوبكي

كل من حاول أن ينقل معركة انتخابات الرئاسة إلى معركة حول البرامج والرؤى السياسية لم ينجح، لأنه لم يجد برنامجاً للمرشح الفائز ولم يهتم أغلب الناخبين ببرنامج المرشح الخاسر، وكل من حاول أن يفسر الفوز الكاسح لعبدالفتاح السيسى لكونه فقط ابن الدولة وقادما من المؤسسة العسكرية، وهو محق، لم يغط كل الأسباب التى أدت إلى اكتساحه.
والمؤكد أن شعار السيسى «تحيا مصر» أثار اعتراض البعض، على اعتبار أنه لا يعبر عن توجه سياسى أو برنامج محدد، ومع ذلك فقد نجح أن يثير مشاعر الكثيرين، لأنه جاء فى وقت اعتبر فيه قطاع واسع من المصريين أن الوطن مهدد، دولة وشعبا.
والسؤال كيف اكتسح السيسى هذه الانتخابات بنسبة فاقت 90% رغم توقع الجميع بفوزه، ولكن ليس بهذه النسبة وفى انتخابات حرة ونزيهة، رغم الخطأ الجسيم الذى وقعت فيه اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت يوما ثالثا، وأيضا ترهيب الناس بالغرامة مثل الدول الشمولية.
والحقيقة أن السيسى اكتسح الانتخابات لعدة أسباب، أهمها دوره الحاسم فى عزل مرسى تنفيذا لإرادة شعبية ودون علم أمريكا التى شاهدت مثل باقى الدنيا هذا التدخل ولم ترحب به، وهو ما حرك فى وجدان الشعب المصرى قضية الكبرياء الوطنى والقدرة على عمل فعل من العيار الثقيل خارج الإملاءات الأمريكية.
لقد عاشت مصر تبعية مهينة للقوى الخارجية على مدار 30 عاما من حكم مبارك، كما أن حكم الإخوان المدعوم من أمريكا دفع بقطاع واسع من المصريين إلى البحث عن صورة «المتحدى العاقل» لهذه التبعية الفجة، وجاء تدخل السيسى لإنهاء حكم الإخوان ليخاطب هذه الصورة، خاصة بعد أن شعر قطاع واسع من المصريين بأنه حكم غريب عنهم لا يرى همومهم ومشاكلهم، إنما فقط تمكين الجماعة وسيطرتها.
والحقيقة أن خطاب الإخوان بعد سقوط مرسى كان كارثياً وتحريضياً ضد الدولة والمجتمع، وتحدث عن مرسى ونظامه وكأنه كان نموذجا للنجاح والقبول الشعبى، وهو ما عزز من صورة السيسى لدى قطاع واسع من المصريين وجعلهم يرون فيه صورة الرجل المخلص والقوى القادر على مواجهة تهديدات الإخوان.
إن محاصرة مصر بالدول الفاشلة والغائبة جعل كثيرا من المصريين «يتعكزون» على دولتهم المأزومة بعد أن شعروا بشكل فطرى بأن سقوطها أو غيابها سيعنى عمليا القضاء على حاضرهم ومستقبل أبنائهم، ورأوا أن السيسى هو القادر على حمايتها وحمايتهم من هذه المخاطر.
إن اكتساح السيسى فى انتخابات حرة نزيهة يجعلنا نطرح تساؤلات تختلف عن تلك التى طرحت فى عصر ما قبل 25 يناير، فدلالات الفوز هذه المرة تجعلنا نتساءل حول أسباب انخفاض نسب المشاركة الشبابية، وهل يمكن أن يؤسس النظام السياسى القادم شرعيته على نتيجة انتخابات فقط اكتسح فيها بنسبة أكثر من 90% وينسى القوى المقاطعة والمحتجة والمحبطة، وهى شرائح كثيرة داخل المجتمع المصرى؟
إن فوز السيسى الكاسح لابد أن يتعامل معه معارضوه باحترام اختيار الشعب فى هذا التوقيت لهذا النموذج، ثم بعد ذلك خلق بديل سياسى مدنى ومؤسسات حزبية قادرة على المنافسة وليس فقط الصراخ والاحتجاج، وعدم تحويل نموذج المرشح القادم من المؤسسة العسكرية إلى نموذج وحيد لحكم مصر، إنما فتح الباب أمام بدائل متعددة يكون فيها للأحزاب والجمعيات الأهلية والمجتمع دور رئيسى فى بنائها.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفوز الكاسح« 2 4» 2 عبدالفتاح السيسى الفوز الكاسح« 2 4» 2 عبدالفتاح السيسى



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab