إرهاب عابر للقارات 1 2

إرهاب عابر للقارات (1- 2)

إرهاب عابر للقارات (1- 2)

 السعودية اليوم -

إرهاب عابر للقارات 1 2

عمرو الشوبكي

هي المرة الأولى التي يقوم فيها تنظيم داعش الإرهابى بثلاث عمليات إرهابية في يوم واحد وفى قارات ثلاث، بصورة جعلت البعض يعيد النظر في مقولة الخلايا العنقودية المنفصلة لتنظيم داعش وباقى الجماعات التكفيرية لصالح وجود عقل مركزى يوجه حركة التنظيم عبر العالم.

ورغم هذا التوقيت الثلاثى الدقيق للعمليات الإرهابية، فإن هذا لا يعنى أن هناك تحولاً قد حدث في بنية تنظيم داعش وباقى التنظيمات التكفيرية في اتجاه وجود قيادة موحدة لكل التنظيم تصدر أوامرها بشكل هرمى ومركزى لكل عناصرها، فمازال نمط الخلايا العنقودية المنفصلة هو السائد داخل داعش، وأن دعوات التنظيم لأعضائه للقيام بعمليات إرهابية في الشهر الفضيل عبر وسائل التواصل الاجتماعى هي من النوع التحريضى الذي يحث أعضاءه المجهولين عادة بالنسبة لقادة التنظيم- وأحيانا من غير أعضائه، أي من المتأثرين بخطابه- على القيام بالجرائم الإرهابية.

إن قادة داعش يختلفون من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى طبقا لطبيعتها الاجتماعية والجغرافية، وكل «أمير» يتحرك عادة بشكل منفصل تماما عن باقى إخوانه الإرهابيين في المناطق الأخرى.

وقد تبنى داعش العمليات الإرهابية الثلاث التي شهدتها تونس والكويت وفرنسا، ودعا أعضاءه إلى استكمال عملياتهم الإرهابية ضد من وصفهم بـ«المرتدين والكفار وعملاء الصليبية».

وقد شهدت تونس واحدة من أسوأ العمليات الإرهابية في تاريخها المعاصر، حيث سقط 40 قتيلا، معظمهم من السياح الأجانب، في أحد فنادق مدينة سوسة الساحلية، عقب قيام اثنين من الإرهابيين بإطلاق النار بشكل عشوائى على السياح العزل، وسقط أحد الإرهابيين قتيلاً، واعتُقِل الآخر، وتبين أن أحدهما طالب في العشرينيات، يسمى «يحيى القيروانى»، ليس لديه أي ماض جهادى أو تكفيرى من أي نوع.

أما الكويت فقد شهدت إرهابا طائفيا بغيضا على نفس منوال السعودية، واستهدف شيعة يصلون صلاة الجمعة، واستُشهِد منهم 30 مصلياً راحوا ضحية إرهاب تكفيرى بغيض بات واضحا أنه يستهدف وحدة دول الخليج العربى وتماسكها الاجتماعى والمذهبى، وهو خطر باتت حرب اليمن تمثل أحد أبرز أسباب صعوده.

وأخيرا شهدت مدينة ليون الفرنسية عملية إرهابية ثالثة تبناها أيضا تنظيم داعش الإرهابى، وراح ضحيتها شخص وُجد مقطوع الرأس على سور أحد مصانع الغاز على تخوم المدينة، وعدة مصابين.

وكشفت التحقيقات الأمنية أن المتهم بتنفيذ الهجوم هو ياسين صالحى، 35 عاما، وقد تمكن من دخول الموقع عبر إحدى السيارات التابعة للمصنع، وقال وزير الداخلية الفرنسى إن المتهم كان معروفاً للسلطات الأمنية منذ عام 2006 عندما أُدرج اسمه على قائمة الأشخاص الذين يخضعون للمراقبة بسبب توجهاته المتطرفة المحتملة، وإنه كان على صلة بالحركة السلفية، إلا أنه لم يرتكب جرائم ولم تتوفر معلومات عن صلاته بإرهابيين، فأُزيل اسمه من القائمة المذكورة في عام 2008.

والمؤكد أن هذا الحادث سيقوى اليمين المتطرف في فرنسا، والخطاب الداعى إلى تعزيز قبضة الأجهزة الأمنية، والتنصت على المشتبه فيهم ومتابعة المسلمين المتدينين، خاصة بعد موافقة البرلمان الفرنسى مؤخرا على قانون يجيز هذه الإجراءات.

إرهاب عابر للقارات يؤكد قدرة «داعش» وإخوانه على الضرب الموجع في بلادنا وبلاد غيرنا، وأن جريمة تونس هددت بقسوة مسار التجربة الديمقراطية الوليدة، وأعطت رسائل واضحة بأن الإرهاب والإرهابيين ليسوا فقط عابرين للقارات، إنما أيضا عابرون للنظم، فستجدهم في الدول الديمقراطية والاستبدادية، بما يعنى أن مواجهتهم ستكون بمشروع فكرى وسياسى وأمنى متكامل.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب عابر للقارات 1 2 إرهاب عابر للقارات 1 2



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab