قرارات ترامب

قرارات ترامب

قرارات ترامب

 السعودية اليوم -

قرارات ترامب

بقلم : عمرو الشوبكي

أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوقف دخول مواطنى 7 دول، ست منها عربية: العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا والسودان، وواحدة إسلامية هى إيران، إلى الولايات المتحدة احتجاجات واسعة داخل أمريكا وخارجها.

ومن المعروف أن هناك 86 ألف شخص من رعايا هذه الدول دخلوا أمريكا العام الماضى، من بينهم 52 ألفا حصلوا على إقامة دائمة، كما أن هناك عائلات وأسرا خاصة من العراق تعاونت مع الولايات المتحدة أثناء غزوها للعراق، ومع ذلك لم تستطع دخول الولايات المتحدة الأمريكية بسبب قرار ترامب الأخير.

والحقيقة أن ترامب جاء محملا بتصور سياسى بسيط وسطحى (مثل كل رموز التطرف) اعتبر أن مشاكل أمريكا ترجع أساسا للمهاجرين وخص بالذكر المسلمين، على اعتبار أنهم مسؤولون عن الإرهاب الذى يشهده العالم «المتحضر» (وفق تعبيره)، وفى القلب منه الولايات المتحدة، وأعلن أنه سيطبق سياسة عالمية لتدمير «الإرهاب الإسلامى» تعتمد على منع هجرة المسلمين لأمريكا.

والحقيقة أن قرارات ترامب لا تعكس فقط حجم كراهيته للأجانب، وفى القلب منهم العرب والمسلمون، فهناك تيار واسع فى الغرب يكرههم عقب انتشار الإرهاب وربطه بالمسلمين، إنما فى كونه حاملا لرؤية سطحية ومتطرفة قادرة على إيذاء ليس فقط العالم العربى، وفى القلب منه مصر، إنما أيضا أمريكا ومعها العالم أجمع، لأنه يضرب قيمة أساسية من القيم التى قامت عليها أمريكا باعتبارها من الأصل بلد مهاجرين وفكرة الثقافة الموروثة الضاربة فى عمق التاريخ التى يتحدث عنها العرب والأوربيون بعيدة عن المجتمع والنظام الأمريكى. فالمواطنة تُكتسب بمجرد إيمان الشخص بالقيم والقوانين الأمريكية دون أن يُنظر بالضرورة لأصله وعرقه.

إن رد الفعل على قرار ترامب بمنع دخول مهاجرى الدول السبع كان قويا، سواء من مؤسسات الدولة أو من الرأى العام، ومرشح للتفاقم، فالبعض اعترض ليس حبا فى الأجانب ولا فى المسلمين، إنما دفاعا عما سمى «القيم الأمريكية» فى الديمقراطية واحترام القانون واستقبال المهاجرين.

إن السلطة القضائية المستقلة، والسلطة التشريعية المنتخبة ديمقراطيا، والإعلام الحر أو شبه الحر، وضغوط الشارع والرأى العام هى كلها عناصر تساعد على إعادة صياغة تجربة أى حزب سياسى متشدد أو رئيس متطرف مثل ترامب بشكل جديد، وتعدل فيها لتصبح داخل إطار القيم العامة للمجتمع، وتجبره على احترام مبادئ الدستور والقانون، وفى حال فشل هذه المؤسسات فى تحقيق ذلك بشكل سلمى وديمقراطى نصبح أمام بلد منقسم سياسيا ومجتمعيا، ومهدد فى سلمه الأهلى حتى لو كان بحجم أمريكا.

قرارات ترامب الأخيرة واجهتها السلطة القضائية والإعلام والرأى العام وأجبرته على التراجع جزئيا فى مسألتين: الأولى أنه سمح بدخول حاملى بطاقات الإقامة الدائمة من البلدان السبع لأمريكا بعد مراجعة سفارات الولايات المتحدة فى بلادهم لإضافة إجراء أمنى جديد، والثانية أنه صرح بأن «الحظر لا يستهدف المسلمين ولا يتعلق بأى ديانة إنما هو إجراء احترازى لحماية أمن وحدود البلاد».

على المهللين لترامب ألا يفرحوا كثيرا بالطبعة الأمريكية من الإخوان (رغم العداء المعلن بين الجانبين)، لأن العالم كله بشماله وجنوبه دفع ثمنا باهظا لمن تصوروا أنهم ليسوا مجرد رؤساء إنما مدافعون عن صحيح الدين أو عن تفوق الرجل الأبيض، فكلهم كانوا وبالا على بلادهم وعلى الإنسانية.

مشروع ترامب سيضرنا ضررا جسيما، وعلينا ألا نبقى كثيرا أسرى عقدة هيلارى كلينتون وإدارتها الفاشلة، ويجب أن نضع أنفسنا فى مكانة مختلفة عن أى خطاب متطرف مهما كان مصدره.

المصدر: المصري اليوم

arabstoday

GMT 15:55 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد انتهاء الحرب؟!

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الاعتدال الفاعل

GMT 18:48 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصريحات نتنياهو

GMT 17:18 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

عودة للحروب الوطنية

GMT 08:40 2023 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات ترامب قرارات ترامب



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab