الجماعة التى انقلبت على الحزب 22

الجماعة التى انقلبت على الحزب (2-2)

الجماعة التى انقلبت على الحزب (2-2)

 السعودية اليوم -

الجماعة التى انقلبت على الحزب 22

بقلم : عمرو الشوبكي

عرف العالم كله صيغاً مختلفة لجماعات ضغط أثرت فى المجالين العام والسياسى، دون أن تكون فاعلاً حزبياً، وتنوعت هذه الصيغ فى الشرق والغرب حتى صارت نمطاً متكرراً فى بلاد كثيرة ديمقراطية وغير ديمقراطية وفى تجارب ناجحة وأخرى فاشلة.

وتعد الولايات المتحدة من أكثر دول العالم قبولاً لفكرة جماعات الضغط حيث تنتشر مئات الجمعيات والمنظمات الأهلية التى تؤثر فى الحزبين الكبيرين: الجمهورى والديمقراطى، وهى جماعات فى غالبيتها الساحقة مقننة قانوناً (باستثناء جماعات المافيا والجماعات الماسونية).

وتعد حركة «تى بارتى» أو حفلة شاى من أهم الحركات النافذة فى الواقع السياسى الأمريكى وأكثرها تأثيراً على الحزب الجمهورى واستوحت اسمها من احتجاج شعبى عام 1773 على ضرائب فرضها البرلمان البريطانى على الشاى، حين كانت أمريكا مستعمرة بريطانية.

وتعارض الحركة الرئيس أوباما بشدة ولا ترتاح لأصوله الأفريقية، ووقفت ضد تقييد حرية الشركات الكبرى وزيادة الضرائب ورفضت خطط أوباما لمد مظلة التأمين الصحى حتى تشمل قطاعات أوسع من المجتمع الأمريكى.

ويقابل «جماعة الشاى» جماعات حقوقية ومدنية أخرى (إحداها تسمى حركة القهوة وتأسست عام 2010 لمواجهة حركة الشاى بأفكار ليبرالية مخالفة) دعمت فى أحيان كثيرة الحزب الديمقراطى وارتبطت به فى مواجهة الأفكار اليمينية المتطرفة والمسيحية الصهيونية التى دعمت عادة الجمهوريين.

يقيناً المجتمع الأمريكى من أكثر المجتمعات الغربية قبولاً لجماعات الضغط السياسية والاقتصادية والعرقية مقارنة بنظيره الأوروبى، ويقيناً أيضاً أن تركيا من أكثر المجتمعات الإسلامية التى تمتع فيها المجتمع بمساحة مستقلة عن الدولة والنظم القائمة (ساعده فى ذلك نظام الوقف الإسلامى)، حتى فى ظل أسوأ النظم العسكرية بطشاً وقسوة.

وبعيداً عن مضمون رسالة جماعة فتح الله جولن والاتفاق والاختلاف معها، إلا أن من المؤكد أنها تختلف جذرياً عن جماعة الإخوان المسلمين لأنها منذ البداية اختارت أن تكون «لوبى» أو جماعة ضغط تؤثر فى المنظومة السياسية والحزبية، مثلها مثل غيرها فى كثير من دول العالم، وليست جماعة لها أذرع سياسية أو إرهابية مثل الإخوان.

صحيح أن حركة جولن استخدمت بعض أساليب الإخوان فى التقية وعدم وضوح الهدف النهائى من الحركة، إلا أنها حملت مشروعاً فكرياً وحضارياً مفرداته معروفة ومناقضة تماماً لفكرة «الإسلام السياسى» الرائجة فى العالم العربى، وتقوم على اعتماد ما سمته بقيم «الإسلام الروحى» أو الاجتماعى.

لست ممن يعتقدون أن جماعة فتح الله جولن تورطت بشكل تنظيمى فى الانقلاب الأخير، إنما قد يكون هناك عدد من أفرادها شارك فى المحاولة الانقلابية بشكل فردى كراهية فى الرجل المستمر فى السلطة منذ ما يقرب من 15 عاماً (أردوغان)، والمفارقة أن رد فعل الرئيس أردوغان تجاوز فى قسوته ردود فعل بعض الانقلابات التركية فقد فصل 80 ألف موظف من وظائفهم واعتقل 26 ألف شخص وخلَّف جراحاً فى المجتمع حين واجه الجميع: العلمانيين والمتدينين، والكبار والشيوخ، وحتى العقلاء من أنصاره مثل رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول، ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو.

جماعة فتح الله جولن ستبقى حتى لو اعتقل أردوغان كل أعضائها، وستستمر أيضاً حتى لو سقط حكمه، فقد اختارت الطريق الصحيح بأن تعمل كجماعة ضغط تؤثر فى المجال السياسى، وإن وجود أى جماعة سياسية أو دينية أو اجتماعية أو تنموية أمر طبيعى فى كل بلاد الدنيا بشرط أن تعمل وفق قانون ينظم حركتها بشكل علنى وشفاف لا أن تعتبر نفسها فوق الدولة والقانون مثلما حدث عندنا.

arabstoday

GMT 15:55 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد انتهاء الحرب؟!

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الاعتدال الفاعل

GMT 18:48 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصريحات نتنياهو

GMT 17:18 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

عودة للحروب الوطنية

GMT 08:40 2023 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة التى انقلبت على الحزب 22 الجماعة التى انقلبت على الحزب 22



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab