الفشل أيضاً إرهاب

الفشل أيضاً إرهاب

الفشل أيضاً إرهاب

 السعودية اليوم -

الفشل أيضاً إرهاب

بقلم ـ عمرو الشوبكي

وصل ضحايا قطار الغلابة، أمس الأول، إلى 41 مواطنا، وبلغ عدد المصابين ١٣٢، بينهم 12 حالتهم حرجة، وهم ضحايا نوع آخر من الإرهاب حتى لو كان البعض لا يعتبر الفشل إرهابا ولا ضحاياه شهداء، فهؤلاء ضحايا سوء السياسات والترتيب المختل للأولويات نحتسبهم عند الله شهداء.

والحقيقة أن حوادث القطارات مثل الطرق مثل سوء التعليم مثل غياب البحث العلمى، مواجهتها تعنى أن الدولة قررت ترتيب أولوياتها واختياراتها السياسية بشكل جديد، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بل مازالت تبحث مثل كل مرة عن كبش فداء وعن حصر الكارثة فى الإهمال الجسيم الذى بطله دائما العامل أو الموظف الصغير وليس الكبير (رئيس الهيئة القومية للسكك الجديد هو اللواء مدحت شوشة، الذى تم التأكيد على أن انتهاء مدة خدمته هذا الشهر لمنع أى تصور عن محاسبته).

والواقع أن الحكم حسم إمرة ورتب أولوياته، حين أنفق مليارات الجنيهات فى المشروعات القومية الكبرى، والاستثمار فى الأصول الاقتصادية الجديدة كأولوية لا نقاش فيها، سواء فى تفريعة قناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، وهى كلها أمور نالت دعما سياسيا من قبل الرئاسة والجيش والهيئة الهندسية، ولايزال الكثير يتذكر كيف تم تأجير أعداد كبيرة من الكراكات بالعملة الصعبة من أجل تسليم القناة فى موعدها المحدد أى عام فقط.

ولم يمنع انسحاب شركة إعمار الإماراتية العملاقة من مشروع العاصمة الإدارية، ثم بعد ذلك الجانب الصينى، الرئيس وإدارته من بدء العمل فى المشروع، ودخلت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كطرف رئيسى يشرف على جوانب كثيرة فى المشروع، وأوكلت لشركات مقاولات مصرية العمل بها، وشهدنا «ماكيتات» لأكبر مسجد وكنيسة، وأكبر قصر جمهورى، وأكبر وزارة دفاع فى الشرق الأوسط، وغيرها فى فترة وجيزة.

والحقيقة أن الاستثمار فى الأصول الجديدة لم يكن دائما محل اتفاق بين الاقتصاديين، بل إن كثيرا منهم اعترضوا عليه، وفضلوا إعطاء الأولوية للاستثمار فى الأصول القديمة، وهو ما لم تأخذ به القيادة السياسية، بما يعنى أن هناك انحيازا لخيار سياسى بعينه وترتيبا للأولويات الاقتصادية بشكل لا يضع الإصلاح الجذرى لمنظومة النقل والمواصلات على سلم الأولويات.

لقد بلغت موازنة هيئة السكك الحديدية 11 مليار جنيه فى 2012، وحصلت على قروض فى السنوات الأخيرة بلغت 660 مليار دولار، وفق ما جاء فى بوابة الأهرام، ورغم ذلك فإن التطوير الذى بدأ فى مزلقانات السكك الحديدية لم يصل إلى 200 من أصل حوالى 1300 مزلقان، رغم بدء العمل فى هذا المشروع منذ 3 سنوات.

صحيح أن مصر بلد فقير، وقرار الإصلاح دائما ليس سهلا، ولكن حين يتعلق الأمر بأرواح الناس، ويصبح ضحايا حوادث القطارات فى مصر أكبر من بلد فقير آخر مثل الهند ويعيش فيه مليار نسمة يصبح الأمر هنا سياسة وليس فقط إهمال موظف.

يقينا إصلاح السكك الحديدية والحفاظ على أرواح الناس أهم من استثمارات فى أصول جديدة هناك شكوك حول جدواها الاقتصادية، وما لم نعترف بأن حوادث السكك الحديدية وكوارثها ترجع أساسا إلى أنه ليس ضمن الأولويات السياسية إصلاح هذا المرفق جذريا، فلنتوقع جميعا استمرار هذه الحوادث والبحث عن عامل التحويلة الذى نام لتحميله المسؤولية.

arabstoday

GMT 15:55 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد انتهاء الحرب؟!

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الاعتدال الفاعل

GMT 18:48 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصريحات نتنياهو

GMT 17:18 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

عودة للحروب الوطنية

GMT 08:40 2023 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل أيضاً إرهاب الفشل أيضاً إرهاب



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab