نقطة مضيئة مؤتمر الديمقراطى الاجتماعى

نقطة مضيئة.. مؤتمر الديمقراطى الاجتماعى

نقطة مضيئة.. مؤتمر الديمقراطى الاجتماعى

 السعودية اليوم -

نقطة مضيئة مؤتمر الديمقراطى الاجتماعى

بقلم : عمرو الشوبكي

عقد الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى مؤتمره العام، وانتخب قيادة جديدة خلفا للدكتور محمد أبوالغار، مؤسس الحزب، ورئيسه السابق، فى ظل مناخ عام طارد للأحزاب، وفى ظل انقسام داخلى بين تيارين تنافسا فى انتخابات الجمعة الماضى.

وباستثناء تجربة حزب الوفد (أقدم الأحزاب المصرية)، الذى نجح فى الصمود والاستمرار أمام تجربة تنافس قائمتين، وخسر فيها لأول مرة رئيس حزب سياسى مصرى (أ.محمود أباظة) أمام منافسه على موقع الرئاسة (د.السيد البدوى) فى انتخابات ديمقراطية عبرها الحزب بنجاح، ولكنه لم يتعاف من آثارها الجانبية حتى الآن.

ومع ذلك فقد تفرد الحزب الديمقراطى الاجتماعى بأنه شهد فارقا هو الأقل فى تاريخ التنافس على رئاسة حزب سياسى فى مصر، فقد حصلت قائمة أ. فريد زهران، الفائز بموقع الرئاسة، ومعه أ. باسم كامل، كنائب أول، على 331 صوتا فى مقابل 227 صوتا لقائمة د. نور فرحات رئيسا، ود. زياد بهاء الدين، نائبا أول، فى ظل أجواء ديمقراطية مشرفة يستحق عليها كل الأطراف الإشادة والتهنئة.

والمفارقة أنه قبل الانتخابات مباشرة جمعنى لقاء بكل من د. مجدى عبدالحميد وأحمد فوزى، وهما من قيادات القائمة الفائزة، وأكدا لى أن الفوز سيكون حليفهما بنسبة 52%، فى حين أن تقدير د. حنا جريس، ومعه د. زياد بهاء الدين، فى حوارين منفصلين معى، بأن الفوز سيكون حليفهما وبنفس النسبة.

وقد صدقت توقعات القائمة الفائزة، رغم أنى كنت أتوقع أن الفوز سيكون حليف القائمة الأخرى وبنسبة محدودة.

والحقيقة أن نجاح تجربة الديمقراطى الاجتماعى ترجع فى جانب رئيسى منها إلى رئاسة د. أبو الغار للحزب، فقد جاء من خلفية العمل النقابى (حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات)، والسياسى العام من خلال مشاركته فى حركة كفاية والجمعية الوطنية والتغيير، وهو رجل يمتلك تجربة مهنية ناجحة كطبيب مصرى وعالمى، وبالتالى السياسة بالنسبة له لم تكن مصدر استفادة ولا تربح، إنما جهد وقناعة وثمن يدفع، وقد دخل الحزب تيار لا بأس به من المهنيين الناجحين ومن رجال الأعمال ممن لم يكن لهم علاقة بالتنظيمات اليسارية أو غير اليسارية، وكان الديمقراطى الاجتماعى هو البوتقة التى حاول أن يصهرهم بداخلها.

تجربة د. أبوالغار كانت تقول إن خبرته الواسعة والرحبة استوعبت الفريق الآخر الذى تربى جانب منه فى التنظيمات اليسارية والشيوعية القديمة بما لها وما عليها، والتحدى القادم هو فى قدرة هذا التيار الذى أصبح أحد أهم رموزه رئيسا للحزب أن يستوعب التنوع الموجود داخله، ويقدم تجربة جديدة لم تنجح تجارب التنظيمات اليسارية فى سبعينيات وثمانينات القرن الماضى أن تقدمها للرأى العام (التنوع فى إطار الوحدة).

يقينا ميزة الحزب الديمقراطى الاجتماعى أنه نجح فى أن يصبح مؤسسة قادرة على أن تنقل خبرات سياسية لأعضائه الذين جاءوا من خارج التنظيمات السياسية، وأيضا يعلم قطاعا من شباب ثورة 25 يناير معنى الوجود فى حزب ومؤسسة تلتزم بقواعد عمل وتحترم فيها الأقلية رأى الأغلبية، ولعل تجربة باسم كامل، نائب رئيس الحزب، ملهمة فى هذا الإطار، حين انتقل من ائتلاف شباب الثورة إلى خيار العمل السياسى المؤسسى، ونجح فى أن يصبح نائب رئيس الحزب، بعد أن اختار الخيار الأصعب؛ أن ينخرط فى حزب قانونى يتحرك فى إطار الشرعية الحالية، ويشتبك مع الأوضاع الاجتماعية والسياسية الصعبة، ويسعى لتغييرها، وهو على عكس الخيار السهل من صور «النضال المريح» على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها، بما فيها من تزايد على خلق الله، فى حين أن الواقع أثبت ويثبت كل يوم أن النظم الشمولية أكثر ما يقلقها نماذج لشباب اختارت أن تعمل داخل مؤسسات سياسية وحزبية إصلاحية.

لقد نجح الحزب الديمقراطى الاجتماعى فى خطوته الأولى، أى مؤتمره العام وانتخاباته الديمقراطية، ويبقى التحدى الأكبر هو فى قدرته على إدارة التنوع داخل الحزب، والخبرة المصرية تقول إننا لم ننجح فى ذلك، وخبرة أبوالغار تقول إنه نجح فى إدارة هذا التنوع، فهل ستحافظ القيادة الجديدة على هذا التقليد؟ هذا ما نتمناه.

arabstoday

GMT 15:55 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد انتهاء الحرب؟!

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الاعتدال الفاعل

GMT 18:48 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصريحات نتنياهو

GMT 17:18 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

عودة للحروب الوطنية

GMT 08:40 2023 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة مضيئة مؤتمر الديمقراطى الاجتماعى نقطة مضيئة مؤتمر الديمقراطى الاجتماعى



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab