محمد سيد طنطاوي

محمد سيد طنطاوي

محمد سيد طنطاوي

 السعودية اليوم -

محمد سيد طنطاوي

مصطفي الفقي

شيخ الأزهر السابق، ابن صعيد «مصر» من محافظة «سوهاج»، حصل على الدكتوراة بدراسته الشهيرة حول موضوع «اليهود فى القرآن الكريم»، اتسمت حياته بالبساطة والسماحة والتواضع المفرط دون أن يخلو من مسحة عصبية تجعل انفعاله وارداً فى أى لحظة، ولقد ربطتنى بذلك الإمام صلات عديدة حتى إنه هو الذى أمّ صلاة الجنازة على والدتى يوم رحيلها عام 1997، وأتذكر أننى كنت أجلس إلى جانبه فى الطائرة «الهليكوبتر» عند عودتنا من الاحتفال الوطنى باستعادة «طابا» بحضور الرئيس الأسبق «مبارك» وقد قال لى يومها أرجوك أن تبلغ الرئيس أن أقباط مصر يهجرون القرى فى الصعيد وينتقلون إلى المدن طلباً للأمن والأمان فقد تغيرت الدنيا وأضاف قائلاً إن ما يحدث للأقباط إنما هو ضد تعاليم الإسلام السمحاء،
وعندما نقلت هذا الأمر إلى الرئيس الأسبق كان يردده فى حزن استشعاراً بالمخاطر التى تستهدف الوحدة الوطنية المصرية وقد قلت للدكتور «طنطاوى» يومها وكان لايزال «مفتى الديار المصرية» إننا ذاهبون مع الرئيس إلى «الولايات المتحدة الأمريكية» يوم الجمعة القادم واستطلاع رؤية «هلال رمضان» هو اليوم السابق على سفرنا، وأضفت مداعباً ليتك فضيلة المفتى تجعل بداية الشهر هى يوم السبت وليست يوم الجمعة فقال لى فى جدية هل هذه رغبة أخى «مصطفى» أم أنها إرادة السيد الرئيس؟ فرددت على الفور الرئيس لا علاقة له بما أقول! وبعد ذلك بسنوات قليلة أرسل بابا «الفاتيكان» السابق «بنديكت السادس عشر» دعوة لشيخ الأزهر لزيارته فى «الفاتيكان» وكنت معارضاً بشدة لمثل تلك الزيارة ما لم تكن مدروسة تماماً وهناك بيانٌ مشترك متفق عليه بين الطرفين يصدر فى نهاية الزيارة خصوصاً أن ذلك (البابا) تحديداً قد أساء للإسلام أكثر من مرة، وحدث وقتها أن دعانى رئيس جامعة «الأزهر» «د. أحمد الطيب» لإلقاء محاضرة بقاعة الإمام «محمد عبده» فى «الأزهر الشريف» بحضوره وأمام حشد كبير من الأساتذة والطلاب وعندما جاءنى سؤال من أحد الحاضرين حول الزيارة المقترحة للإمام الأكبر لبابا «الفاتيكان» اعترضت بشدة وكان رأيى أنهم يريدون أن يدسوا أنوفهم فى شؤوننا الداخلية كما أن هناك فارقا «بروتوكوليا» إذ إن بابا «الفاتيكان» رئيس دولة بينما شيخ الأزهر بدرجة نائب رئيس وزراء، ويبدو أن إجابتى لم تعجب الإمام الأكبر رغم الحماس الذى قوبلت به من الآخرين فحدث فتور بينى وبين الشيخ رغم أنه كان قد وعدنى قبل ذلك بعضوية «مجمع البحوث الإسلامية» حيث إننى عضو فقط فى «المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية»، وبعد تلك المحاضرة ورفضى لزيارته «للفاتيكان» فوجئت بما يشبه القطيعة بينى وبين ذلك الحبر الجليل إلى أن اتصل بى ذات يوم الكاتب الصحفى «عادل حمودة» طالباً شهادتى أمام المحكمة من الناحيتين السياسية والبروتوكولية فى القضية التى رفعها الإمام حول ما كتب عن زيارته «للفاتيكان» وكنت قد زرت الإمام الأكبر طالباً من فضيلته التنازل عن القضية لأن الأستاذين «عادل حمودة» و«محمد الباز» لم يكونا سيئا النية فيما نشراه حول الزيارة المرتقبة، ولكن الشيخ كان عنيداً لا يستجيب للرأى الآخر بسهولة، ومازلنا نتذكر بكل أسف محاولة ذلك الإمام الورع التقى تأديب أحد الصحفيين المصريين الذى وجه سؤالاً استنكارياً للإمام الراحل حول زيارة حاخام إسرائيلى لمبنى «الأزهر الشريف»، وعندما شهدت أمام المحكمة بما أعلم أدركت بوضوح أن علاقتى بالشيخ قد توترت، وحاولت جاهداً استعادتها من جديد إلى أن نعاه الناعى حيث رحل عن عالمنا وهو فى زيارة «للملكة العربية السعودية» وجرى دفنه فى «البقيع» مع أهل البيت وكبار الصحابة، ولقد كان الشيخ موضع جدل فى حياته بتأرجحه بين التواضع والعناد بصورة فريدة، ومازلت أتذكر أنه اتصل بى أثناء أزمة «وفاء قسطنطين» وقال لى إنه يريدنى أنا والدكتور «أسامة الباز» للذهاب إلى حيث توجد تلك السيدة لكى نقوم معه بتسليمها للمقر البابوى تأكيداً لحسن النية ولوأد الفتنة الطائفية، لقد كان الرجل أقرب إلى نموذج فقيه السلطة منه إلى الأزهرى المتشدد أو المسلم المتعصب، ولقد ترك من بعده من يذكرونه بالخير ويترحمون على فضيلته بعد أن غاب عن الساحة ولحق بركب من سبقوه إلى الدار الآخرة.. رحمه الله.

 

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد سيد طنطاوي محمد سيد طنطاوي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab