كيف ضلل أردوغان مرسى

كيف ضلل أردوغان مرسى؟

كيف ضلل أردوغان مرسى؟

 السعودية اليوم -

كيف ضلل أردوغان مرسى

عمار علي حسن

التقيت مصادفة كاتباً وباحثاً عربياً قديراً له علاقات ممتدة وعميقة بمسئولين أتراك أفصح لى عن سر مهم، يجيب عن أسئلتنا عن حقيقة موقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الرافض بشدة، بل وبتشنج ظاهر، لخريطة الطريق التى بمقتضاها تم إسقاط حكم الإخوان، وكذلك يبدد الحيرة التى انتابتنا حول ما يدفعه إلى هذا ونحن نتابعه وهو يخطب ويصرح ويصرخ ويهدد ويتوعد.

فى البداية، ووفق التحليل الذى برز حين غابت المعلومات عنى وعن غيرى من الكتاب والباحثين، كنا نحصر الأسباب التى حدت بأردوغان إلى هذا الغضب العارم فى أمرين، الأول هو انهيار مشروعه الشخصى الذى يرمى إلى إعادة الفناء العربى التابع لبلاده، مثلما كان الحال أيام الإمبراطورية العثمانية، ليحكم هو الدول العربية أو أغلبها من أنقرة من خلال الإخوان، والثانى هو تأثير حساسيته المفرطة من علاقة الجيش بالسياسية عطفاً على تجربة تركيا، وخوفه من أن ينتقل النموذج المصرى إلى بلاده بنزول ملايين من المعترضين عليه إلى الشارع وطلبهم من المؤسسة العسكرية أن تلعب دوراً فى مساندة مطالبهم.

لكن ها هى المعلومة قد توافرت، وهى لا تلغى هذين السببين، لكنها تفسر سر تشنج أردوغان إلى هذه الدرجة التى أثارت استغراب كثيرين. فالباحث الذى أشرت إليه قال لى إنه قابل أحد مهندسى السياسة التركية، وهو وزير الخارجية الأسبق يشار ياقيش، وتحاور معه حول علاقة أردوغان بالإخوان، فقال له الرجل ضمن كلام كثير إن أردوغان دعا قادة فى حزب العدالة والتنمية للتداول حول ما يجب أن ينصحوا به مرسى قبل ثورة 30 يونيو بأسبوع، وتحديداً بعد أن صدر أول بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يعطى الفرقاء السياسيين مهلة لمدة أسبوع لتدارك الخطر والاتفاق على حل يُخرج البلاد من الأزمة، ويفتح الانسداد السياسى الذى زاد عن حده.

دعاهم أردوغان بعد اتصال هاتفى مع مرسى، طلب الأخير من الأول فيه أن يقرر معه، أو بالأحرى يقرر له، ما سيفعله حيال دعوة تمرد إلى سحب الثقة منه، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فقال له أردوعان: سأرد عليك اليوم بعد دراسة الموقف جيداً.

وجاء كبار قادة الحزب الحاكم فى تركيا، ومعهم مستشارون سياسيون لأردوغان الذى كان وقتها فى منصب رئيس الوزراء، وتداولوا الأمر بعناية لساعات، وانتهوا إلى ضرورة أن يأخذ مرسى خطوة إلى الوراء ويستجيب للمطالب الشعبية، لأن الشارع سينفجر ضده، والجيش سينحاز له. وكان هذا الرأى، الذى تبنته أغلبية المجتمعين، يخالف الرأى الشخصى لأردوغان، الذى كان يعتقد أن المجلس العسكرى عاجز عن فعل شىء، والشارع قد ينفجر قليلاً ومؤقتاً مثلما جرى وقت الاعتراض على الإعلان الدستورى الذى انفرد به مرسى وأعطى نفسه صلاحيات مطلقة.

فى نهاية الاجتماع أبلغهم أردوغان بأنه سيقوم بالرد على مرسى، ونقل وجهة نظرهم إليه، وغادروه، فلما ترك قاعة الاجتماعات وعاد إلى مكتبه رفع السماعة وقال لمرسى: لا تقدم أى تنازلات، تمسك بشرعيتك، ولن يستطيع أحد أن يزحزحك من مكانك، وكل التهديدات التى تواجهها ستنتهى إلى لا شىء.

لهذا تصلّب مرسى وخطب فى المصريين يقول: الشرعية ودونها الدماء، فكان ما كان، ولهذا استشاط أردوغان غضباً، وسيظل هكذا إلى أن يرحل عن دنيانا، ليس لسقوط رهاناته السياسية فحسب، بل ربما لأنه يشعر بتأنيب ضمير.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ضلل أردوغان مرسى كيف ضلل أردوغان مرسى



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab