لماذا يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين

لماذا يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين؟

لماذا يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين؟

 السعودية اليوم -

لماذا يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين

بقلم : عمار علي حسن

اشتكى أمامى أحد الأئمة من أن كثيرين يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين، وأغلب هؤلاء يهرولون نحو المساجد وقت إقامة الصلاة، ولا يعنيهم حضور الخطبة، وقال إن الناس لم تعد مشغولة بإقامة شعائر الدين على الوجه السليم والكامل، وإن الدنيا أخذتهم وأغوتهم فراحوا يمرحون ويلعبون ويفرطون فى دينهم.

وسألته فى رفق: «لماذا تلقى باللوم كاملاً على الناس، ولا تفكر ولو للحظة فى أن العيب قد ينصرف إلى الخطباء أنفسهم؟»، فأجاب: نحن نؤدى واجبنا، نقرأ ونُحضِّر خطبتنا، ونقف على المنابر، ونتحدث فى الدين، الذى من الضرورى أن يحرص كل إنسان على أن تكون لديه معرفة به، وفى الإسلام، كما تعلم، فإن تعلم الدين فرض عين على كل مسلم.

قلت له: لا تعتبر نفسك، وإن أتقنت عملك، كل الخطباء، فلدينا مئات الآلاف من المساجد والزوايا، يعتلى أغلب منابرها من لا يحسنون فهم الواقع والمتوقع، ومن لم يتم إعدادهم على النحو السليم، لا من ناحية علوم الدين، ولا فنون الخطابة.

وهنا سألنى: كثيرون فى بلادنا لا يتقنون عملهم، فلمَ تتحدث عن خطباء الجمعة على أنهم وحدهم المقصرون؟ أجبته: أولاً: يعد من المغالطات المنطقية أن يبرر سلوك معوج لفرد بسلوك مماثل لفرد آخر، كأن تقول لابنك: لماذا لا تستذكر دروسك؟ فيجيبك: زميلى الذى يجلس بجوارى فى الفصل لا يذاكر. ثانياً: نحن نتحدث هنا عن شىء محدد وهو خطبة الجمعة، وبالتالى لا بد أن ينصرف الحديث عن الفعالين وهم الخطباء، ثالثاً: هذا موضوع خطير قياساً إلى موضوعات أخرى، فقديماً قرأت بحثاً عن دور خطبة الجمعة فى النهوض بالمجتمع، هذا إن كانت الخُطب قد أعدت بكيفية معينة، وحديثا استخدمت المنابر فى تجنيد متطرفين، بعضهم حمل السلاح فيما بعد، ووظفت فى الدفاع عن حكم مستبد وتبرير كل ما يفعله الحاكم، واستعملت أحياناً فى الدفاع عن أفكار وقيم تشد إلى الوراء.

وهنا عاد إلى السؤال: ماذا تريدون منا بالضبط؟ وصارحته بأننى أحلم باليوم الذى يقف فيه الخطيب على المنبر ليقول لكل واحد فينا: إن ترك نور الغرفة مضاءً وأنت خارجها، أو فتح الصنبور على آخره وأنت تتوضأ أو تقوم بأى عمل من أعمال النظافة، وإلقاء القمامة فى الشارع، وتعطيل سيارتك للمرور بأى طريقة.. إلخ، يرتب عليك أوزاراً وآثاماً لا تقل عند آثام تركك للعبادات.

إن العقوبات الأخروية التى يتحدث بها خطباء المساجد مأخوذة من كتب قديمة كانت تتحدث عن ظروف مجتمعات قديمة، ولمجتمعنا المعاصر ظروفه، التى تنتج سلوكيات، بعضها حسن وبعضها ردىء، وبعضها مستقيم وبعضها معوج، وعلى الدين أن يُقَوِّم المعوج ويكافح الردىء. وهنا من الضرورى أن يشتبك خطباء المساجد مع قضية الأخلاق العامة، ولا يحدثونا طيلة الوقت عن نواقض الوضوء أو يستدعون أحداثاً تاريخية سمعناها منهم ألف مرة، وبعضها مشبع بالأساطير، أو يفرطون فى تأويلات لآيات أو أحاديث واضحة وضوح الشمس، ثم يقولون للناس: هذا هو الصواب، وهذه هى الحقيقة، وهذا ما قصده الله ورسوله. وعليهم أن يعرفوا مقاصد الدين وغاياته الكبرى.

إن البحث عن الجديد، والمشتبك مع الواقع، والجاذب، وامتلاك فنون الخطابة، وإلمام الخطيب بألوان من العلوم الإنسانية وليس فقط العلوم الدينية، كفيل بأن يعيد الناس ليجلسوا تحت المنابر سامعين بإنصات شديد لخطبة الجمعة قبل صلاتها.

فى حقيقة الأمر، نريد «خطاباً دينياً جديداً» وليس فقط «تجديد الخطاب الدينى»، الذى قد لا يعدو أن يكون مجرد طلاء جديد لبيت قديم تكاد جدرانه أن تنقض، وهو موضوع علا الصخب حوله ثم مات، كأشياء كثيرة فى حياتنا نتحمس لها، ثم تفتر همتنا وننساها كأنها لم تكن.

arabstoday

GMT 12:38 2020 الأحد ,22 آذار/ مارس

هل يعتكف الفيروس أثناء صلاة الجمعة؟

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

دعاء غير تقليدى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين لماذا يأتون إلى صلاة الجمعة متأخرين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab