عودة واعتذار

عودة واعتذار

عودة واعتذار

 السعودية اليوم -

عودة واعتذار

محمد سلماوي

بعد فترة انقطاع طويلة أعود مرة أخرى إلى القارئ العزيز بعد إجازة كنت بحاجة إليها، فالكاتب قد يحتاج فى بعض الأحيان إلى فترة تأمل يبتعد فيها قليلا عن المتابعة الصحفية المحمومة للأحداث ليتطلع إلى المشهد العام، فلا يمضى يومه يوماً بعد يوم يحصى حبات الرمل بمختلف أشكالها المثيرة، فيغيب عن اتساع الشاطئ الرحب بسحره الخلاب.

إن الجامعات فى الخارج تمنح أساتذتها كل بضع سنوات عطلة تمتد سنة دراسية كاملة مدفوعة الأجر تسمى sabbatical يبتعد فيها الأستاذ عن التدريس اليومى بالجامعة، إما ليجرى بحثاً أو دراسة لكتاب جديد، أو ليسافر خارج البلاد ليطلع على أحدث ما وصل إليه تخصصه الجامعى، أو كى لا يفعل شيئاً من هذا أو ذاك، مكتفياً بالابتعاد عن طاحونة التدريس اليومى بالجامعة ليستعيد نظرته التأملية للأشياء وللحياة بشكل عام.

وهكذا لا تنعزل الجامعة عن المجتمع، ولا يتقوقع أساتذتها داخل برج مغلق لا يمت بصلة لما تموج به الحياة من تطورات تحتاج التأمل من خلال نظرة شاملة تخرج عن إطار العمل اليومى الذى قد يجعل صاحبه لا ينظر إلا لموضع قدميه.

والحقيقة أننى أجد صحافتنا وإعلامنا قد انحصرا بشكل كبير داخل ذلك الإيقاع المتلاحق، الذى لا يرى أبعد من الحدث الآنى والمحلى، بينما لنا فيما يحدث فى العالم الواسع من حولنا درس وعبرة، كان يمكن أن تجنبنا الكثير مما وقعنا فيه من أخطاء.

ولقد وجدت نفسى فى الفترة الأخيرة بحاجة بالفعل للتراجع قليلاً كى أستعيد النظرة التأملية للأحداث، غير مكتف بالمتابعة اليومية لها، وهو ما لا يتأتى إلا بتغيير نهج الحياة من الإيقاع السريع المتلاحق الذى يعرف فى التأليف الموسيقى باسم presto إلى الإيقاع الهادئ الممتد المعروف باسم legato، وقد ساعدنى فى ذلك أننى كنت مدعواً خلال الفترة الماضية إلى عدد من المؤتمرات الدولية فى الولايات المتحدة وأوروبا نقلتنى قصراً من خارج إطار المتابعة اليومية المتلاحقة لأحداثنا المحلية إلى رحاب المشهد الدولى الكبير.

فمعذرة للقارئ على هذا الغياب الذى وجدته مفيداً، وأتمنى أن يأتى بما يفيد القارئ الذى أعود إليه اليوم بكل لهفة المحب لحبيبه.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة واعتذار عودة واعتذار



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 18:20 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الدرهم الإماراتي مقابل الدولار كندي الأحد

GMT 21:58 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

منة عرفة توجه رسالة إلى على غزلان والجمهور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab