المسألة القطرية

المسألة القطرية

المسألة القطرية

 السعودية اليوم -

المسألة القطرية

محمد سلماوي

كنت قد نبهت فى وقت سابق من هذا الشهر إلى ضرورة الانتباه إلى التحول فى موقف قطر من مصر خلال مناقشة ملف حقوق الإنسان فى المقر الأوروبى للأمم المتحدة بجنيف، والذى دعا رئيس الوفد المصرى وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدى لوصفه بالإيجابية.

وفى الوقت الذى أغفلت فيه معظم أجهزة الإعلام ذلك التحول القطرى، أو أشارت إليه على استحياء، كتبت فى هذا المكان أن ذلك قد يكون بداية لتغير نوعى فى سياسة قطر تجاه مصر نتيجة لضغوط خليجية، ونتيجة أيضاً لمناخ عالمى ضاغط بدأ ينظر إلى قطر بعين الشك بسبب علاقاتها المشبوهة مع جماعات الإسلام السياسى الإرهابية التى اتهمت برعايتها، وفى بعض الأحيان بتمويلها.

ولم ينقض الشهر حتى كانت قطر تعلن رسمياً قبولها المبادرة السعودية الداعية إلى الوقوف إلى جانب مصر للدور المهم الذى تقوم به، ولما كانت مرآة السياسة القطرية الحقيقية هى قناة الجزيرة التى تعكس الموقف القطرى بدقة فقد دُهش من يتابعون هذه القناة من أنها أصبحت الآن تصف الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بأنه «الرئيس المنتخب» بعد أن ظلت طوال أكثر من عام تردد تعبير الإخوان المضحك «قائد الانقلاب العسكرى».

لقد دعوت فى مقالى هنا السياسة الخارجية المصرية لمحاولة تكريس هذا التحول الجديد فى موقف قطر الذى شاهدناه فى جنيف والسعى للبناء عليه، وها هى الاستجابة القطرية السريعة للمبادرة السعودية ترسخ موقف جنيف وتثبيت أنه لم يكن موقفاً خارج السياق العام للسياسة القطرية، وإنما كان بداية لتحول يمكن أن يؤتى ثماراً مهماً لو أننا على الجانب المصرى تعاملنا معه بالحنكة وبالحكمة المطلوبة.

إن علينا- مثلما فعلت الجزيرة- أن نوقف حملات التجريح للأسرة الحاكمة فى قطر، والتى كانت أكثر ما يؤلم الجانب القطرى، خاصة ما تعلق منها بالشيخة موزة، كما أن علينا أيضاً أن نوقف تلك السخرية غير الموضوعية من قطر لصغر حجمها وقلة تعدادها، والشعب المصرى بطبيعته لا يميل كثيراً للتجريح الشخصى واللجوء للبذاءة، وإنما يقدر احترام الخصوصية وقدسية البيوت، وسيقدر مثل هذا التحول المطلوب.

إن حديثى هذا موجه بالطبع إلى الصحافة وأجهزة الإعلام التى ظلت تقود هذه الحملة من قبل قيام ثورة 25 يناير، لكن آن الأوان الآن أن توقفها حماية للمصالح العليا للوطن، ولقد كانت المبادرة السعودية، التى قبلتها رئاسة الجمهورية، واعية لذلك حين وجهت حديثها للمثقفين والمفكرين ورجال الإعلام، على أن القيمة الحقيقية لهذا التطور تتخطى الخطاب الإعلامى إلى المواقف السياسية التى لو ترسخت فستزيد من عزلة الإرهاب الملتحف بالإسلام، والذى ظل يعتمد طوال العام الماضى على تركيا من جانب وقطر من جانب آخر.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسألة القطرية المسألة القطرية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab