سيد قطب يحكم

سيد قطب يحكم

سيد قطب يحكم

 السعودية اليوم -

سيد قطب يحكم

محمد سلماوي

الآن وقد وصلنا إلى الأيام الأخيرة من عام 2014 أستطيع أن أؤكد أن كتاب حلمى النمنم «سيد قطب: سيرة التحولات»، الذى أصدرته دار «الكرمة» للنشر، من أهم الكتب التى صدرت هذا العام، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

فعلى مدى 281 صفحة يقدم المؤلف دراسة شيقة وعميقة فى آن واحد للتاريخ الفكرى لواحد من أهم الشخصيات التى أثرت فى حياتنا منذ أواسط القرن الماضى، وهو سيد قطب، الذى بدأ حياته شاعراً وناقداً أدبياً، وتخبطت حياته ما بين المواقف الفكرية المتناقضة إلى أن انتهى على حبل المشنقة مدانا فى قضية سياسية.

ويرصد حلمى النمنم بدقة الباحث تحول سيد قطب من عالم الأدب، الذى انقلب عليه، إلى الماسونية التى جاهر بها فى مقاله الشهير «لماذا صرت ماسونياً؟»، والتى انقلب عليها هى الأخرى ليصبح إسلامياً تكفيرياً، كما يرصد تطرفه نحو الشيعة ثم تحوله عنهم، إلى فكر الخوارج الذين قتلوا على بن أبى.

وقد يرى البعض فى ذلك التنوع الفكرى ثراء يحمد عليه صاحبه، فحين يقال إن أحد أكبر المفكرين الدينيين يكتب الشعر فهذا يعنى أنه مفكر موسوعى، تتنوع معارفه وتتشعب اهتماماته، لكن ذلك فى حالة سيد قطب، كما يتضح من الكتاب، تخبط وتطرف من النقيض إلى النقيض، وهو ما يشير إلى بنية فكرية مرتعشة تحتمى بالتشدد لتخفى ضعفها وترددها.

وفى هذا الكتاب القيم يثبت المؤلف زيف بعض الأقوال التى ذاعت عن سيد قطب فصارت الآن من المسلمات، مثل القول بأنه أول من لفت النظر إلى نجيب محفوظ وكتب عنه، ومثل أنه تحول إلى الفكر الإسلامى بعد أن عايش الانحلال الخلقى أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة، ومثل أنه دعا إلى العنف على أثر التعذيب الذى تعرض له فى سجون عبدالناصر، ويثبت الكتاب من خلال الوقائع التاريخية أن تلك كلها أكاذيب كان يروج لها من يدينون بالولاء الفكرى لسيد قطب ويؤمنون بفكره التكفيرى الهدام.

أما تغلغل هذا الفكر فى الأيديولوجية السياسية لجماعة الإخوان، فهو أهم ما فى هذا الكتاب الذى يثبت بالبحث والدراسة أن الإخوان لم يبرحوا فكر سيد قطب التكفيرى فى أى وقت من تاريخهم، سواء وهم يمارسون التفجيرات والاغتيال، أو وهم يعلنون نبذ العنف، بل هو يثبت أن طغمة الإخوان التى حكمت مصر خلال السنة التى انتخب فيها محمد مرسى رئيساً كانت كلها من أتباع سيد قطب، والمتشيعين له، من محمد بديع، المرشد العام، إلى نائبه الأول خيرت الشاطر إلى محمد مرسى نفسه، فهذا الكتاب هو دراسة لا غنى عنها لفكر الرجل الذى كان يحكمنا خلال فترة تولى الإخوان، والذى مازال فكره يتحكم فى حركات ما يسمى بالإسلام السياسى. (يتبع)

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيد قطب يحكم سيد قطب يحكم



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab