مدرستي حلوة

مدرستي حلوة"...

مدرستي حلوة"...

 السعودية اليوم -

مدرستي حلوة

بقلم :يونس الخراشي

كم من الوقت يضيع علينا هباء. فمنذ سنوات ونحن نسمع عن أهمية الرياضة المدرسية بالنسبة إلى تطوير الرياضة المغربية، ولكنَّ شيئًا لم يتغير، وبقيت رياضتنا المدرسية تعاني من المشاكل نفسها، يأتي وزير، ويذهب وزير، ولا تغيير.

قبل أيام كنت أقرأ حوارًا مطولاً، وشيقا، ليومية "ليكيب" الفرنسية مع اللورد سيباستيان كو، بطل العالم سابقًا في ألعاب القوى، والمسؤول عن لجنة تدبير أولمبياد لندن 2012، قال فيه إن "توطين ألعاب القوى في عقول التلاميذ، في المدرسة، هو البداية الناجحة لمجتمع رياضي".

سيباستيان كو، الذي كان يجيب عن سؤال بخصوص هل هناك تراجع في ممارسة ألعاب القوى في أوروبا والعالم، قال إنه لم يسبق له أن سمع شابين يقول أحدهما للآخر هيا نركض 800 أو 1500 متر، بقدر ما سمع مرارًا شابين يقول أحدهما للآخر هيا نلعب مباراة في كرة القدم. وزاد موضحًا أن ألعاب القوى هي الأساس، إذ يمكن لمن مارسها أن يختار في ما بعد أن يغير مساره، وسيكون بكل تأكيد ناجحًا.

الخلاصة أن كو أشار ضمنيا، في حواره مع "ليكيب"، إلى أن الأساس في كل عملية لتطوير الرياضة هي المدرسة، وتحدث عن الشباب، وعن عقليته، ولم يقل إن إصلاح الوضع في أوروبا وفي العالم ينبغي أن يبدأ من فوق.

والحقيقة أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى يعي ذلك، والدليل أنه أسند منذ سنوات إلى المدرب المغربي المعروف عبد المالك لهبيل، وهو أحد أبرز المختصين في الميدان، إعداد خطة عمل واسعة لتوطين ألعاب القوى في البرامج المدرسية، ووضع رهن إشارته كل الوسائل كي يجرب خطته في أنحاء العالم.

في الصين أيضا، التي جاءت في المركز الأول لأولمبياد بكين 2008، كانت البداية من المدرسة، وركز المعنيون على البحث العلمي، فإذا بهم يحققون معجزة فعلية، وهي أنهم بعد فترة وجيزة صاروا الأوائل في العالم، وفي رياضات لم يكن كثيرون يتوقعون أنهم سيتسيدونها.

المسألة إذن معروفة ومفهومة. بمعنى أنه ليس معجزة أن يقول وزير للرياضة في المغرب، أو مسؤول، أو مختص، أو رياضي، أو إعلامي، إن المدرسة هي الأساس، فالمعجزة، للأسف، هي أن يتحرك هؤلاء جميعًا ليحدثوا خطة عمل واضحة في هذا الاتجاه، من شأنها أن تعطي نتائج في وقت محدد، وعلى أساس خطوات محسوبة، ووسائل عملية، وبمناهج تستثمر المواهب المغربية بشكل موفق.

من يعرف أن أبرز الأبطال الذين رفعوا راية المغرب عاليا في البطولات العالمية جاؤوا من المدرسة تحديدا، وليس من الفرق أو غيرها، يفترض فيهم أن يوجهوا بوصلاتهم في هذا الاتجاه، ليس فقط لأنهم سيعودون إلى المنبع الحقيقي للموهبة، ولكن أيضا لأنهم سيبعثون كيانا أهمل لفترة طويلة، فكانت النتيجة سيئة للغاية.
إلى المدرسة إذن.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرستي حلوة مدرستي حلوة



GMT 13:23 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"السيما والكياص"

GMT 16:30 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

سوق الجن..

GMT 17:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"قضية تاريخية"..

GMT 15:44 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

"الناشر المكتبي"

GMT 13:10 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

"الشئ من الشئ"..

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab