بقلم - محمد عادل فتحي
الجميع يتحدث عن المهارات والفنيات، وحسمها لعدد من المواجهات الصعبة، ولكن، من وجهة نظري، أثبتت التجارب، في الفترة الأخيرة، أن الإصرار هو صاحب كلمة السر في تحقيق الأهداف، ويتفوق صاحب الإصرار والعزيمة على من يفوقه في الإمكانيات، وهنا لابد من إعادة النظر في التأهيل البشري، والعمل بإصرار كبير، لتحقيق الأهداف.
لابد أن يمتلك أي لاعب، أو فرد، في المنظومة الرياضية، هدف وحلم، يسعى إلى تحقيقه، مع وجود إصرار على تنفيذ وتحقيق هذا الحلم، حتى لو صادفه معوقات، وصعوبات في طريقه، فخوض أي منافسة، أو بطولة، أو حتى مسيرة، بدون إصرار على تحقيق الحلم والهدف، مع التخطيط والسعي بجدية لتنفيذه، لن يصل أي فرد إلى محطة النهاية السعيدة، التي يحلم بها.
في حياتنا العادية لابد أن نتحلى بالإصرار، لتخطي الأزمات التي نواجهها، بل ونخلق من هذه الأزمات دوافع لتحقيق إنجازات، على المستوى الفردي، أو الجماعي، وفي مجال الرياضة، وكرة القدم، لابد أن يتحلى المسؤولين بهذا الإصرار، مثلاً، لتنفيذ مطلب عودة الجماهير. وسعدت، في الفترة الأخيرة، بعدما شاهدت آلية النادي الأهلي الجديدة لدخول الجماهير، واستخراج بطاقات للجماهير، وإنشاء قاعدة بيانات لها، تمهيدًا لعودتها، وهو ما أتمنى تنفيذه من باقي الأندية، بعدما حاول الزمالك أيضًا، ونجح، في البدء في الفكرة، وعلى المسؤولين أن يتحلوا بالإصرار، والعمل الجاد، لتحقيق الهدف، والوصول إليه.
وفي المستطيل الأخضر، يشاهد الجميع كيف يحسم الإصرار مباريات كثيرة، هذا الموسم، فقد تابعنا فوز طنطا الأول، على الانتاج الحربي، صاحب الإمكانيات الكبيرة، وأعجبني أيضًا إصرار لاعبي المصري، في الجولة الماضية، والفوز على "المقاولون"، رغم أسماء لاعبي "المقاولون"، وشاهدنا أيضًا إصرار لاعبي وادي دجلة، وتحقيق الفوز على إنبي، في الثواني الأخيرة، بعد مباراة ماراثونية، فاللاعب، في أي فريق، يتم رسم الطريق له، ووضع الحوافز، وعليه أن يتحلى بالإصرار، والعزيمة، لصنع الفارق، لنفسه، ولفريقه، ورفع سقف طموحه إلى أبعد مدى، خاصة وأن كب المستويات متقاربة في الدوري المصري، من الناحية الفنية، ولا توجد فوارق كبيرة بين الأندية. وأعتقد أن شخصيات اللاعبين، والإصرار، ستكون عامل الحسم في صراعات الأندية، هذا الموسم.
نقدر الحكام بشدة، ونتمنى أن يظهروا بمستوى جيد، هذا الموسم، خاصة أنني أقف، بصورة شخصية، خلف حكامنا، وأطالب بدعمهم، ولكني أتحفظ بشدة على المستوى، هذا الموسم، خاصة مساعدي الحكام، حيث أصبحت الاخطاء كثيرة، ومتكررة، وتؤثر بشدة على نتائج المباريات، وهنا لابد أن أطالب بضرورة مساعدة الحكام، أولاً من جانب اتحاد الكرة، من خلال التركيز في الاختيارات، والعمل على تنمية شخصية الحكم، والمساعد، والاكتفاء بالمجموعة المميزة، فليس من العيب أن نعتمد على عدد قليل، وهذا ليس غريبًا على الكرة المصرية، فدائمًا ما كنا نرى أربعة أو خمسة حكام في الدوري المصري، والأهم أن يدرك الحكام وجود تراجع في المستوى، حتى يقوموا بتطوير أنفسهم.