قضية تاريخية

"قضية تاريخية"..

"قضية تاريخية"..

 السعودية اليوم -

قضية تاريخية

يونس الخراشي
بقلم - يونس الخراشي

مع أنه يصعب على المرء تخيل "وزارة الشباب والرياضة" وهي تقف وجها لوجه ضد "أبطال بارلمبيين" في المحكمة، إلا أن هذا صار ممكنا في بلادنا. لتدخل الحكاية التاريخ من بابه الواسع؛ أو الضيق، وهو الأصح.
للأسف، فبينما كان المطلوب أن تفتح وزارة الشباب والرياضة أبوابها لأبطالنا البرلمبيين، لتنصت لهم، وتقنعهم، فيطوي الطرفان صفحة سوء التفاهم التي اعترت علاقتهما منذ العودة من بارأولمبياد ريو البرازيلي، إذا بها "تجرجرهم" إلى المحكمة، بتهمة "تخريب مرافق الوزارة".
هؤلاء الأبطال، وحسب ما سمعنا منهم، طالبوا بما يرون أنه "حقهم في الوظيف"، بناء على "ظهير قالوا إنه يمنح لكل رياضي متوج في بطولة عالمية أو أولمبية مكانة في الوظيفة العمومية". غير أن البعض قال بأنهم ليسوا على حق، وبأن التوظيف المباشر غير قانوني، وبالتالي فلا يمكن للوزارة أن تناقش هذا الأمر من الأساس.
ومع ذلك، فالوزارة هنا ليست "روبو" يحفظ القوانين عن ظهر قلب، وينفذها بحذافيرها، ويقول في الأخير "رفعت الأقلام، وجفت الصحف". بل هي مؤسسة للعناية بشأن عام، وبخاصة حين يتعلق الأمر بالشباب، ولاسيما إن كان هؤلاء الشباب يعيشون حالة الإعاقة، مثلما هو عليه الأمر مع أبطالنا الذين يعتصمون منذ أزيد من ثلاثة أشهر أمام باب الوزارة.
صحيح أنه كان بإمكان هؤلاء الشباب أن يلتجئوا إلى وسائل أخرى للتعبير عما يرون أنه ظلم ارتكب في حقهم، غير أنهم ارتأوا الطرق على باب الوزارة أكثر جدوى، سيما وهم يؤكدون بأنهم تلقوا وعدا من وزير الرياضة السابق محمد أوزين، عقب المشاركة في دورة لندن للألعاب البرلمبية.
الكلام كثير في هذا الموضوع. و"السكات" ليس أحسن. ذلك أن صورة هؤلاء الأبطال وهم يقفون أمام المحكمة في مواجهة الوزارة، يوم 25 يناير المقبل، لن تستقبل لدى الرأي العام الوطني، والرياضي على الخصوص، إلا بالاستهجان. وسيقول الناس حينها:"ألم يكن من الأجدى فتح باب الحوار مع هؤلاء، وإيجاد حلول بعيدا عن المحاكم؟".
للأسف، هذا ما وقع. أما ما سيقع يوم 25 يناير المقبل فهو أدهى وأمر. ذلك أن المعني بالنقاش ليس هو القضية الأصل، بل القضية الفرع، إذ أن الدعوى الموجهة ضد هؤلاء تنحصر في الاتهام بـ"تخريب ممتلكات الوزارة"، وأي نقاش خارج هذه الدائرة لن يكون له موضع.
الذي عهدناه طيلة تتبعنا لمسار الرياضة المغربية أن كل القضايا البين - رياضية كانت تحل بالنقاش، وبالوساطات، وأحيانا بتدخلات من فوق، غير أننا بهذه القضية سندخل عهدا جديدا، سيكون له ولا شك ما بعده.
فعلا، الرياضة المغربية في تقدم كبير. حتى ليخيل إلي أنها تسير بسرعة أكبر من أن يستوعبها العقل البشري. هي سرعة الظلام، لأنها لو كانت تسير بسرعة الضوء لما تعاقب عليها كل هؤلاء الوزراء في ست سنوات.

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية تاريخية قضية تاريخية



GMT 15:12 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أخطاء العيون

GMT 12:31 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

في الشباب.. والرياضة

GMT 12:28 2017 الإثنين ,26 حزيران / يونيو

تحديات فيصل لعرايشي

GMT 07:42 2017 الجمعة ,12 أيار / مايو

على من تضحك وزارة الشباب والرياضة؟

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab