وحيد  هل يقلب الهرم

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

 السعودية اليوم -

وحيد  هل يقلب الهرم

بقلم: محمد فؤاد

من الصعب جدا أن تقلب هرم المنتخبات الوطنية رأسا على عقب من معطى تحويل الهيأة البشرية من صناعة أوروبا إلى صناعة مغربية قحة، لأن زمن هذا الإنقلاب يتطلب وقتا طويلا لصناعة الأجيال القاعدية، وأي ناخب في الفئات العمرية مطالب لإستهلاك ما هو موجود من البطولات السنية واكتشاف الخلف القادم. إلا أن المؤشر الهام يبدأ دائما من الصغار وهم من يصعدون تدريجيا إلى الفتيان والشبان والأولمبي ثم إلى الكبار. وهذا الشكل الهرمي يتأسس دائما من الصفر أي البحث والتنقيب عن الصغار بكل الأندية، وهم من يصلوا تباعا إلى الفرق الكبرى وإلى المنتخبات أيضا بأسلاك تدريجية، ما يعني أن اللاعب الدولي في الكبار يولد من الصغر دوليا لكنه غير موجود بشكل مطلق في الكبار مثلما كان سائدا في أزمنة الأجيال الذهبية. 

ومن الصعب جدا أن يتماشى الناخب الجديد مع هذه الرؤية العلمية والإحترافية بالمنتخبات الوطنية لأنه سيشتغل مباشرة مع الأولمبي والمحلي على مستوى تضمين الطابع الهيكلي للبطولة الوطنية الحالية وحتى مع محترفي أوروبا المتواجدين أيضا بالأولمبي المغربي، ما يعني أن الهرم لن يكون مقلوبا في هذه الظرفية لأن البطولة الإحترافية ستمهد للأشتغال على هذه النوايا التكوينية لأجيال المستقبل ربما لرؤية 2030 كمقاس لمعاينة هذا الإنقلاب النوعي لأجيال المنتخب من قاعدة البطولة وليس من قاعدة الوجوه المغربية بأوروبا. وقتها سنكون أمام رؤية أخرى سيقال عنها إما فاشلة لكونها لم تقدم الطابع التكويني بالأهداف المسطرة من خلال الإدارة التقنية للمنتخبات، أو ناجحة بالرصد الرائع لعمليات التنقيب والإكتشاف والمتابعة الفنية للاعبين الناشئين بالأندية. 

ومن الصعب جدا أن يعمل وحيد مع هذه الرؤيا لأنه مفروض ان يتعاقد مع المغرب لسنوات من الإشتغال لصناعة مجد الكرة الوطنية من المنتخب الأول، وليس أن يتعاقد مع الجامعة على أدوار التأهل والوصول إلى الإستحقاقات والفوز بالألقاب من معطى ما هو موجود لديه من العناصر البشرية منها ماهو هش ومنها ماهو كبير ومنها هو مختفي وخجول ومنها من يريد السطو على الأحداث بسرعة. وهذه الخاصيات المجتمعة لا تشكل منتخبا بذهنية واحدة لقهر الأقوياء، بل تضعك دائما في وسط الطريق. ووحيد خليلودزيتش وإن كان على الأقل خبيرا بالمنتخبات التي دربها، فلم يستطع الوصول إلى أقصى الدرجات لا مع الفيلة ولا مع الجزائر ولا حتى مع اليابان، وسيكون عليه إحتواء مصيره مع المنتخب المغربي بأشكال النوايا التي حققها مع الرجاء عام 1997 عندما فاز بلقب عصبة أبطال إفريقيا وبعدها بلقب البطولة الوطنية ولو أن المقارنات تختلف جذريا بين الأندية والمنتخبات، أي بين الأندية التي يدربها يوميا وبين المنتخبات التي يدربها مرحليا. 

ومن الصعب أن يلعب وحيد على هذا النمط المقارناتي بين ما فعله مع الرجاء وما سيفعله مع المنتخب المغربي، لكون دور المنتخب سيقتصر على الدور الشاق للمتابعة اليومية للدوليين مع فرقهم المحلية والأوروبية، ويفرض فوق ذلك متابعة وضعية لمباريات البطولة كمشروع هادف لمخطط صناعة المنتخب المحلي والكبير معا مع المواظبة الفعلية لأسطول المحترفين الذين يزداد عددهم سنويا بالقواعد الكبرى للأندية الأوروبية. وهذا الكوموندو لا يفرض العاطفة من أي أحد ولو كان مساعدا للمدرب، بل يفرض صرامة في التعامل مع الإختيارات والإستشارات والإنتقادات والتقرب إلى محيط الدوليين ونفسياتهم وعقلياتهم وحتى حياتهم الشخصية المنعكسة على أدائهم العام بالمنتخب. ووحيد ربما إكتشف هذه الأشياء مع الفيلة وحقق أشياء جميلة لكنه سقط في المحظور واقيل، ثم عاد ليحقق أشياء جميلة مع الجزائر ولكنه سقط مرة أخرى بعد مونديال 2014، وأنهى المخاض بأسوإ محطة باليابان لأنه تمسك بالصرامة المفرطة مع بعض الدوليين المحترفين ووضعهم في الإحتياط وجر عليه ذلك الويلات وأقيل. وهي دروس وعبر لا ندري كيف سيتفاعل معها أمام نجوم المغرب قياسا مع الشخصية الكاريزمية التي يتمتع بها فضلا عن النتائج الرائعة التي حققها مع الفيلة والجزائر بدون سقوط على مستوى الأدوار الإقصائية المؤدية إلى كأس إفريقيا وكأس العالم.

ومن الصعب جدا أن يقلب وحيد هرم المنتخب الحالي بسرعة فائقة لأنه آثر الإحتفاظ بما هو نواة فعلية من الأسماء النموذجية مقابل أن يختار الفريق على مقاسه من دون النظر في الإرث القديم. ولكن وحيد عزز موقف إستقرار الوجوه الثابتة ليراها من موقعه أمام بوركينافاسو والنيجر مثلما عاينها خلال الكأس الإفريقية الاخيرة وحتى المونديال. ومنها ستكون لنا قراءة خاصة لوضعية المنتخب من دون حرسه القديم لاكتشاف نوايا الخلف في وضعيات الخطوط وفي إنتظار تعزيز صورة التمثيل الشبابي للمنتخب من خلال عودة الغائبين مع رؤى مستقبلية ستكون أيضا علامة ملزمة لتشكيل فريق وطني موضوع بحث خاص من المنتخب المحلي والمنتخب الأولمبي.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحيد  هل يقلب الهرم وحيد  هل يقلب الهرم



GMT 11:04 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

" أبيض أسود

GMT 11:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 21:47 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 18:57 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:15 2012 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

البضائع الفلسطينية تغرق أسواق رفح المصرية

GMT 14:18 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

القوات المسلحة القطرية تعلن عن مقتل جندي قطري في اليمن

GMT 06:31 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عن مسارات «الزعامة» في لبنان

GMT 03:04 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

مي حلمي تجهض جنينها بسبب الأزمة الصحية التي تعرضت لها

GMT 13:11 2019 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

العثور على أفعى كوبرا برأسين في مدينة هندية

GMT 16:46 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

البرلمان العراقي يوقف منح أعضائه إجازات بسبب "ظروف البلد"

GMT 23:19 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الحربي يعلن مؤمن زكريا خارج النادي بسبب "خلل طبي"

GMT 16:36 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصين وافقت على تخفيض وإلغاء الجمارك على السيارات الأميركية

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 10:50 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير النصر تهاجم أحمد موسى بعد نعيه لرئيس ليستر سيتي

GMT 17:24 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أليغري يُساند رونالدو بعد اتهامه باغتصاب سيدة أميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab