جريمة صلاح
أخر الأخبار

جريمة صلاح

جريمة صلاح

 السعودية اليوم -

جريمة صلاح

بقلم : خالد الإتربي

إعمال العقل والتفكر والتدبر، من بديهيات الأمور التي دعت إليها كل الرسالات السماوية، و مفهوم توارثته الأجيال جيلًا بعد جيل على اختلاف ثقافتهم، حتى وصل إلينا بالمفهوم الوارد في المثل الشعبي المعروف  "ربنا عرفوه بالعقل". وأحيانا كثيرة نتجاوز الخط الفاصل بين التفكير والظن، فندخل من مرحلة الخير إلى مرحلة الشر، ونتخطى منطقة الإباحة إلى منطقة التحريم، سواء بإرادتنا أو رغما عنا أو دون أن ندري، فالوقوع في المحظور هو النتيجة الواحدة للحالات الثلاثة.

ما حدث الساعات الماضية من هجوم غير عادي، على محمد صلاح لاعب المنتخب الوطني وروما الإيطالي، بسبب تبرعه لصندوق تحيا مصر، وتكريمه من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، أدخل الجميع في ثورة من الشك والظنون، وخلّف حالة من الانقسام الشديد بين مؤيد ومعارض لما فعله محمد صلاح. وتعددت الاتهامات لصلاح ، والتبرُّع هو فعله الإجرامي الوحيد من نظر مهاجميه، فذهب منهم أنه يدعي البطولة لاكتساب مزيد من الجماهيرية والتعاطف، ومنهم من رأى أنه "رشوة" للنظام على تغاضيهم عن ملف تجنيده الذي أُثير قبل عام أو اكثر، ومنهم من أكد أنه رغبة من صلاح في التبرؤ من احتمالية انتمائه للإخوان، ومنهم من ذهب أنه كان مضطرا إلى تلبية الدعوة التي لا تُرفض.

المثير للدهشة هو انتقاد قطاع كبير لصلاح لتبرعه لصندوق "تحيا مصر"، وعدم توجيهه لأي جهة خيرية، أو بناء  مستشفى أو مسجد أو مدرسة ، أو يساهم في تطوير قريته، أو القرى المجاورة لها، والأغرب أيضا أن هناك العديد من منتقدي صلاح لمقابلة رئيس الجمهورية، وإذا وجهت الدعوة لاحدهم، سيُقيم الأفراح في منطقته والمناطق المجاورة، وقد يضع صورته معه في وسائل الإعلام كإعلان مدفوع الأجر.

تحميل الامور أكثر من طاقتها هي أزمتنا الأزلية، دائما ما نبحث في بواطنها ولانعترف بظاهرها، أصبح كثيرا منا خبيرا في لغة الجسد، في لغة الأفكار الأرضية و الطائرة، والعلنية والخفية، والمحلية والعالمية، ولا أعلم ما اللذة الغريبة والشعور الجامح لدى الكثير في البحث وراء التصريحات الرسمية وغير الرسمية. لست من هواة التشاؤم، أو جلد الذات وتسويد الحياة، لكن حينما تصبح مساندة بلدك جريمة، ومقابلتك لرئيسها عار يلاحقك في وجهة نظر البعض، وتخوين من يعارضهم الرأي، والتهليل لمن يحابيهم أو يجاملهم،  فلابد أن نحزن لوصولنا إلى هذه المرحلة، التي نتحمل أسبابها جميعا. وقد يظن الكثير أن كتابة هذا الكلام بدافع الدفاع عن محمد صلاح أو الرئيسي السيسي وهي ليست "سُبّة" بالمناسبة، لكن الحقيقة أنها كانت مناسبة لتوجيه الرسالة الأسمى إلى مريدي الظنون، لتذكرة قطاع كبير منهم بأن طريقهم  مخالفا لأمر الله في قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" .

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة صلاح جريمة صلاح



GMT 21:26 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:32 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر

GMT 15:33 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"استاد الأهلي" وعد من لا يملك

GMT 19:19 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

أنا الأهلي

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 19:37 2019 الخميس ,11 تموز / يوليو

رانيا يوسف تعتذر للشعب السعودي

GMT 15:42 2019 الأحد ,24 آذار/ مارس

الدحيل يهزم الشارقة في أسيوية اليد

GMT 23:15 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

ريال مدريد يجهز عرضا "فلكيا" لضم نيمار

GMT 12:49 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

تعرفي علي خلطات تطويل الشعر بالبصل خلال أسبوع

GMT 04:06 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

أبرز قناة فرنسية ترفض تغطية احتجاجات "السترات الصفراء"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab