نيويورك – العرب اليوم
وصف السيناتور الجمهوري جون ماكين، اليوم الخميس، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإلغاء تسليح المعارضة السورية بأنه "غير مسؤول وقصير النظر ويخدم المصالح الروسية".
وأمس الأربعاء، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، قرر إلغاء برنامج تسليح المعارضة السورية الذي ترعاه وكالة المخابرات المركزية، "CIA".
وذكرت الصحيفة نقلًا عن مصادر أمريكية مسؤولة لم تسمها أن قرار الرئيس الأمريكي جاء خلال لقاء، يونيو/حزيران الماضي، جمعه مع مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي هربرت مكماستر.
ونقلت الصحيفة اليومية، عن المصادر نفسها، أن هذه الخطوة إنما تعبر عن توجه الرئيس الأمريكي الذي يحاول من خلالها تحسين الأجواء مع روسيا التي تدعم رأس النظام السوري بشار الأسد.
ووصفت الصحيفة سحب ترامب، دعم بلاده للمعارضة السورية على أنه "اعتراف بنفوذ واشنطن المحدود، وعدم رغبتها بإخراج الأسد من السلطة".
وقال بيان نشره الموقع الإلكتروني للسيناتور الجمهوري جون مكين، الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "إذا ثبتت صحة هذه التقارير، فإن الإدارة تلعب لصالح (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".
وهاجم مكين، القرار بقطع الدعم عن برنامج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لدعم المعارضة السورية بالقول "تقديم أي تنازلات لروسيا، دون استراتيجية موسعة في سوريا، أمر غير مسؤول وقصير النظر، وعلى الإدارة أن تفصح عن رؤيتها المتعلقة بسوريا بعد هزيمة داعش، ناهيك عن نهج شامل (للسياسة الأمريكية) في الشرق الأوسط".
وشدد على ضرورة أن تكون "إزالة الأسد، من السلطة عمودًا أساسيًا في الاستراتيجية الأمريكية، كجزء من إنهاء الصراع الوحشي في سوريا، والذي غذّى نمو داعش، عبر قسوتها، وتوسع النفوذ الإيراني الخبيث، وقوّض الاستقرار الإقليمي بشكل عام".
وانتقد البيان تأخر الإدارة الأمريكية الحالية لعدم تقديمها استراتيجية واضحة بخصوص موقف واشنطن في أفغانستان، قائلًا "بعد ستة أشهر من عمر هذه الإدارة وليس هناك استراتيجية جديدة للنصر في أفغانستان كذلك".
من جانبه أعرب السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام، عن قلقه من هذه الخطوة، ووصفها في تغريدة على "تويتر"، بأنها "إذا ما ثبت صحتها.. ستكون أشبه بالاستسلام الكامل للأسد، وروسيا، وإيران".
ولفت في تغريدة أخرى إلى أن وقف تسليح المعارضة السورية إذا صح فإن ذلك سيكون "خسارة كبيرة أولا: للسوريين الذين يتعرضون لهجمات بلا هوادة من قبل الأسد، وثانيا: لشركائنا من العرب، وثالثا: لوضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
واعتبر أن مثل هذه الخطوة ستعني بالضرورة "منح عاصمة عربية أخرى للإيرانيين".
جدير بالذكر أن مكين، يرقد الآن في مستشفى أمريكية، عقب اكتشاف إصابته بورم سرطاني في الدماغ.