إدلب _ على ليلا
أعلنت عدة فصائل مسلحة في الشمال السوري بعد "مشاورات" مع الجانب التركي اندماجها ضمن تشكيل جديد تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" لمواجهة "الاحتمالات المطروحة لمصير محافظة إدلب في المرحلة المقبلة"، وقالت مصادر محلية في محافظة إدلب إن التشكيل الجديد ضم فصائل الجبهة الوطنية للتحرير و"جبهة تحرير سورية" و"ألوية صقور الشام" و"جيش الأحرار" وتجمع دمشق، موضحة أن هذا الاندماج جاء بعد توجيهات الجيش التركي الذي دفع الفصائل المسلحة للاندماج في مسعى لمواجهة الاحتمالات المطروحة بشأن مصير محافظة إدلب في المرحلة المقبلة.
وتحدثت المصادر عن أن الأيام الماضية شهدت مشاورات واجتماعات ضمت قيادات من الفصائل المسلحة مع قياديين من "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة"، في قرية بيلون جنوبي إدلب، في سياق محاولة إقناع الهيئة بضرورة حل نفسها واندماجها في التشكيل الجديد الذي ترعاه تركيا لإبعاد المنطقة عن أي عمل عسكري محتمل قد يقوم به الجيش السوري وحلفاؤه.
وفي حين أكدت المصادر رفض الهيئة والفصائل الموالية حل نفسها أو الاندماج في تنظيم جديد، اندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين وحدات الجيش السوري على جبهة السرمانية بسهل الغاب، موضحة أن سلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ في الجيش السوري كثفا استهدافهما لمواقع المسلحين منذ فجر الجمعة، في بلدات " الزيارة والمشيك والقرقور ومحيط جسر الشغور غربي إدلب" ، دون تغير بخارطة السيطرة.
وكان مصدر ميداني أكد، منتصف شهر يوليو/تموز الماضي، أن الجيش السوري أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من عدة محاور لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب.
وكانت وحدات خاصة من الجيش العربي السوري نفذت مساء الثلاثاء الماضي، عملية مباغتة على محور "الصراف" بالقرب من الحدود التركية بريف اللاذقية الشمالي، تمكنت خلالها من تدمير عشرات الدشم والمواقع المحصنة للجماعات المسلحة، والتي كان يستخدمها المسلحون للهجوم منها نحو نقاط الجيش في الصراف، في حين تركز القصف المكثف من مواقع الجيش في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مستهدفًا مواقع الجماعات المسلحة في بلدتي بداما والناجية في ريف إدلب الغربي.
وبدأ الجيش السوري منذ فجر الثلاثاء، قصفًا كثيفًا من مواقعه في بلدتي حلفايا والزلاقيات شمالي محافظة حماة، باتجاه مواقع مسلحي جيش العزة في بلدات اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي، بعد استهداف المسلحين حواجز الجيش شمالي حماة وقصفهم لبلدة الصفصافية غربي المحافظة.
وكانت مصادر محلية في محافظة إدلب، كشفت أن حملة اغتيالات بدأت في المحافظة في اليومين الأخيرين، قتل خلالها ثلاثة قياديين بارزين من تنظيم "هيئة تحرير الشام"، بينهم أبو همام اللاذقاني في ريف اللاذقية الشمالي، وأبو إسلام الأوزبكي وأبو بكر المصري، مبينة أن الأيام الأخيرة شهدت فرار أعداد كبيرة من مسلحي الهيئة باتجاه الحدود التركية خوفًا من المعركة التي يلوح بها الجيش السوري لتحرير محافظة إدلب.
وتشن هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" منذ أيام، حملة مداهمة واعتقالات في عدة بلدات بمحافظة إدلب شمال سورية، ألقت من خلالها القبض على عشرات المدنيين واقتادتهم إلى أماكن مجهولة بتهمة التواصل مع الحكومة السورية، ومركز المصالحة الروسي والسعي لترتيب مصالحات وتسويات في مناطق مختلفة من ريف محافظة إدلب.
وجدير بالذكر أن العديد من الفصائل الإرهابية المسلحة تنضوي في الشمال السوري تحت تنظيم "جبهة النصرة" أبرزها: "جيش العزة" و"ألوية صقور الغاب" و"الحزب الإسلامي التركستاني" ويجمع بين هذه الفصائل الفكر المتطرف واحتواؤها على غالبية من المقاتلين الأجانب، أما تنظيمات "حراس الدين" و"أجناد القوقاز" و"جند الأقصى"، فقد انشقوا عن "جبهة النصرة" مفضلين التبعية المباشرة لقيادة تنظيم "القاعدة" بزعامة أيمن الظواهري.