دمشق - العرب اليوم
ما إن اختفى ذيل أزمة الغاز المنزلي بعد عذاباتٍ قاسية وشعر الناس بشيء من الانفراج، حتى أطلّت أزمة المازوت برأسها بقوة،وتبعتها إلى أن لاصقتها وسارت معها أزمة البنزين بشكلٍ كبير وخانق، وانعكست بشكل واسع أكثر ما انعكست على خدمات النقل، حيث تقلّص عدد حافلات النقل الصغيرة (السرافيس) العاملة بين المدن، وتلك التي تعمل بين القرى والمدن أيضاً، بسبب نقص وصعوبة تأمين مادة المازوت، مخلفة إزاء ذلك أزمة نقلٍ كبيرة، وزياداتٍ طارئة على التعرفة، فقد وصلت أجور النقل بين بعض قرى منطقة جبلة - مثلاً - ومدينة جبلة إلى ( 500 ) ليرة للراكب الواحد في آخر النهار، في حين أن الأجرة الطبيعية لا تتعدى 125 ليرة..!
كما جاءت هذه الأزمة في عزّ البرد الذي استحكم بقوّة، ولم تفِد لفحاته وقساوته شيئاً، فمحطات الوقود خاوية ومغلقة، ومن النادر أن يتوافر شيء من الوقود في إحداها، وإن توفّر ولا بدّ فيكون الازدحام عليها فظيعاً.
وكالعادة لا تستطيع أن تفهم شيئاً مما يحصل، الصمت يُغلّف الجميع، وعلينا كمواطنين أن نكون شهود عيانٍ على النتائج، وأن نقاسي الأمرّين في عالمٍ مجهول لا ندري ما حكايته، سوى هذه المشاهد البائسة لأزمةٍ متصاعدة، يُرافقها كالعادة أيضاً نشاطٌ بارزٌ وناجح لسوقٍ سوداء موفقة يتوافر فيها على أكمل وجه ما يفتقده الناس، ولكن بأسعار مضاعفة وجنونيّة..!
ويزداد الخوف اتساعاً بأنْ تطال هذه الأزمة الحادّة أفران الخبز، غير أنها ما تزال صامدة هناك، فلا يزال الخبز يحتفظ بخطه الأحمر، ولم يُلاحظ أي تغييرٍ على إنتاجه الاعتيادي يومياً.