دمشق - العرب اليوم
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية في سورية نفذت 87 طلعة قتالة خلال الأيام الأربعة الماضية وضربت مواقع "داعش" في الرقة ودير الزور.
وأكد اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريح للصحفيين في قاعدة حميميم بريف اللاذقية اليوم الأربعاء أن الطيران الروسي يدعم أيضا تقدم الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني السورية في محيط بلدة آراك بريف حمص، مضيفا أن طائرات روسية دمرت يوم الثلاثاء 7 مراكز قيادة تابعة لـ"داعش" في هذه المنطقة.
وأكد كوناشينكوف أن عدد الطائرات الروسية التي بقيت في قاعدة حميميم بعد سحب الجزء الرئيسي من القوات، يكفي لضمان الرقابة على نظام وقف إطلاق النار وتوجيه ضربات قوية لمواقع "داعش" و"جبهة النصرة".
وكشف أن وزارة الدفاع الروسية سحبت من سوريا قرابة 30 طائرة، بما في ذلك كل قاذفات "سو-25" وجزء كبير من العسكريين.وتابع أن الحدود الزمنية لبقاء القاعدة الروسية الجوية في أراضي سوريا ترتبط بآفاق القضاء على تنظمي "داعش" وجبهة النصرة" في هذه البلاد. وأعاد إلى الأذهان أن هؤلاء الإرهابيين ما زالوا يسيطرون على جزء كبير من أراضي سوريا. وذكر بأن القوات الجوية والفضائية الروسية قامت بعمل كبير لمحاربة الإرهاب، رغم أنها نفذت عددا أقل بكثير من الطلعات القتالية بالمقارنة مع طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وقال كوناشينكوف ردا عل أسئلة الصحفيين حول العمليات البرية للجيش الروسي في سوريا، إن الوجود البري الروسي يقتصر على الوحدات المعنية بحماية قاعدة حميميم والخبراء المكلفين بتفكيك الألغام في مدينة تدمر الأثرية. وتابع الجنرال أن الخبراء الروس يعلمون على الأرض في حالات استثنائية لتصويب بعض الغارات الروسية لضمان أقصى درجات الدقة لدى إسقاط القنابل الجوية.
الإرهابيون ورعاتهم يعلمون على إحباط الهدنة شمالي سوريا:حمل كوناشينكوف التنظيمات الإرهابية النشطة شمالي سوريا ورعاتها مسئولية تجدد القتال في ريف حلب، باعتبار أنها تبذل جهودا قصوى لإحباط نظام وقف الأعمال القتالية.
وذكر أن إرهابيي "جبهة النصرة" يواصلون استفزازاتهم الرامية إلى تصعيد التوتر في شمال ريف اللاذقية وفي مدينة حلب.وكشف أن الجانبين الروسي والأمريكي خططا لفرض "نظام الصمت" في حلب وريفها لمدة 24 ساعة بعد تنسيق هذه الخطوة مع الحكومة في دمشق والمعارضة المسلحة، مع إمكانية تمديد تطبيق هذا النظام في لليومين التاليين.
لكن تنظيم "جبهة النصرة" شن هجمات عنيفة على حي الزهراء في المدينة، إضافة إلى قصف أحياء سكنية أخرى باستخدام قذائف جهنم ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وإحباط تطبيق "نظام الصمت" في حلب.
وأكد كوناشينكوف أن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم والمركز الأمريكي في عمان الأردنية يواصلان حاليا مشاورات مكثفة مع القيادة السورية وممثلي المعارضة المعتدلة من أجل فرض نظام الصمت في حلب في أقرب وقت ممكن.
كما كشف الجنرال أن 11 فريقا تابعا لمركز المصالحة الروسية في حميميم تعمل حاليا في أرياف حلب ودمشق ودرعا واللاذقية وحماة وحمص، من أجل دعم جهود المصالحة وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان والرقابة على نظام وقف إطلاق النار.
وأضاف أن نظام الهدنة يشمل حاليا 91 مدينة وبلدة سورية و52 فصيلا مسلحا من قوات المعارضة يتجاوز عدد أفرادها 6.5 آلاف شخص.
وبشأن العمل الإنساني، ذكر كوناشينكوف أن خبراء مركز المصالحة الروسي وزعوا مساعدات إنسانية تجاوز وزنها 700 طن، على سكان 78 بلدة في أرياف حلب ودمشق ودرعا واللاذقية وحماة وحمص. كما لعب المركز الروسي دورا في إجلاء 500 جريح ومريض من المناطق المحاصرة في الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا.
واعتبر كوناشينكوف أن نظام وقف إطلاق النار صامد بشكل عام في الجزء الأكبر من أراضي سوريا، ونفى اتجاه الأمور نحو تجدد القتال، رغم تسجيل خروقات منفردة.
وأوضح أن جميع الأطراف المعنية تتخذ إجراءات مشتركة سريعة لتخفيف التوتر ردا على كل الخروقات.
وأضاف أن هذه الجهود سمحت بفرض "نظام الصمت" في شمال ريف اللاذقية وفي غوطة دمشق الشرقية.
مركز المصالحة الروسي يؤكد تراجع العنف في سوريا:
أكد مركز المصالحة الروسي الواقع في قاعدة حميميم بسوريا، تراجع مستويات العنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في فبراير الماضي، رغم التوتر المستمر في بعض المناطق بما فيها حلب.
وقال رئيس المركز الجنرال سيرغي كورالينكو للصحفيين: "منذ إنشاء المركز في 27 فبراير الماضي، سجلنا تراجع مستوى العنف بعدة مرات. وتراجع عدد عمليات القصف التي تشنها الأطراف إلى الثمن".
وأكد كورالينكو أن الوضع الميداني في سوريا يتجه نحو الاستقرار رغم استمرار التوتر في بعض المناطق بشمال ريف اللاذقية وفي حلب وفي مناطق عدة بريف دمشق.
آلية روسية-أمريكية فعالة للحد من إطلاق النار في سوريا:
كما كشف كورالينكو أن العسكريين الروس العاملين بسوريا وزملاءهم الأمريكيين تمكنوا من استحداث آليات فعالة للحد من إطلاق النار في سوريا.
واستطرد قائلا: "يعمل الجانب الأمريكي مع فصائل المعارضة، وهو تمكن من إقناع موكليه بضرورة الالتزام بنظام الصمت".
وأشار رئيس مركز المصالحة الروسي سيرغي كورالينكو في هذا السياق إلى تهدئة الوضع في غوطة دمشق الشرقية، حيث لم يتم تسجيل أي عمليات قصف متبادلة منذ أيام عدة.
ووصف الجنرال الروسي "نظام الصمت" الذي نسق العسكريون الروس والأمريكيون صيغته، بأنه آلية فعالة لدفع الأطراف المتقاتلة نحو المصالحة.
وتابع أنه منذ بدء سريان الهدنة، بلغ عدد البلدات التي انضمت للهدنة 91 بلدة. وأوضح أن خبراء المركز الروسي في إطار الجهود لدعم المصالحة، يعقدون لقاءات مع ممثلي مختلف مجموعات السكان والوجهاء والقادة الميدانيين والإدارات المحلية. وكشف أن المركز أجرى منذ إنشائه 214 جولة مفاوضات، كما تسلم المركز 52 طلبا للانضمام إلى نظام الهدنة من قبل مختلف فصائل المعارضة المسلحة.
كما يشارك المركز الروسي، حسب كورالينكو، في جهود جمع المعلومات عن الأسرى المحتجزين لدى كل الأطراف والمفقودين، إذ يتم لاحقا تسليم تلك المعلومات إلى كل الأطراف المعنية.
وأضاف كورالينكو أن للمركز الروسي قنوات اتصال مباشرة بفريق التحليل الأمريكي الخاص بسوريا الذي مقره عمان، إذ يتم استخدام تلك القنوات يوميا لتبادل المعلومات حول خروقات نظام وقف إطلاق النار. كما أن هناك قنوات اتصال أخرى يتلقى المركز عبرها معلومات من مواطني سوريا ومصادر خارج البلاد. وتابع كورالينكوف أن المركز أقام اتصالات مع نحو 15 منظمة أهلية في سوريا ويتلقى منها معلومات سريعة وموثوقة.