هند الصبيح

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشوؤن التخطيط والتنمية هند الصبيح ان الخطة الانمائية عن السنوات الخمس المقبلة التي ستبدأ في الأول من ابريل 2015 حتى 30 مارس 2020 تنطلق من رؤية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في تحويل البلاد الى مركز مالي وتجاري عالمي.

جاء ذلك في كلمة للوزيرة الصبيح خلال مناقشة مجلس الامة في جلسته التكميلية اليوم تقارير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية البرلمانية بشأن مشروع القانون بإصدار الخطة الانمائية للسنوات 2015/2016 - 2019/2020 ومشروع القانون بإصدار الخطة السنوية الاولى 2015/2016 وتقارير المتابعة للخطة الانمائية متوسطة الأجل 2010/2011 - 2013/2014.

وقالت الصبيح ان الخطة الخمسية ركزت على التنمية البشرية كونها اساس الوصول الى الرؤية الشاملة والاستثمار في العنصر البشري مضيفة ان الأهداف الاستراتيجية للخطة تضمنت خمسة بنود هي زيادة الناتج المحلي واشراك القطاع الخاص بالخطة ودعم التنمية البشرية والمجتمعية وتطوير السياسات السكانية والادارة الحكومية الفعالة.

واوضحت ان الجديد في الخطة الخمسية الثانية هو استفادة الوزارة من كافة الدراسات التنموية التي تمت في الخطة الاولى واستخدام المؤشرات المقارنة في معرفة الوضع الراهن لدولة الكويت والتركيز على المشاريع الاستراتيجية وتطوير نظام المتابعة ووضع فرق المتابعة لكل مشروع بشكل اسبوعي مع الجهات المعنية.

وبشأن دراسات الجدوى قالت الوزيرة الصبيح ان دراسات الجدوى حول المشاريع ذات الشراكة تقام من قبل جهاز المبادرات فيما المشاريع التي تنفذها الدولة تعتمد على الدراسات الفنية والتنموية "ولا نعتمد على دراسات اقتصادية انما دراسات ذات جدوى تنموية".

واضافت ان الوزارة استفادت من الايجابيات والسلبيات التي شهدتها الخطة التنموية الاولى وذلك للنهوض بنسبة الانجاز بالاضافة الى مشاركة القطاع الخاص في تميل عدة مشاريع تنموية.

وذكرت أن الخطة تضمنت اراء الجهات الحكومية والمهتمين بالتخطيط والقطاع الخاص وجمعيات النفع العام ومنظمات المجتمع المدني.
وبينت الصبيح ان لجنة شكلت من مجلس الوزراء لدراسة الدورة المستندية وكيفية تقليصها بغية الوصول الى انجاز عالي مشيرة الى خروج اللجنة بعدة توصيات تمت مناقشتها من قبل لجان متخصصة لمتابعتها حيث انجز 50 في المئة من التوصيات ومنها مايتعلق بالعقود الموحدة وتقليص الدورة المستندية لإدارة المستشاريين وعمل بنك خبرة لادارة المستشاريين وتصنيف المشاريع.
واوضحت ان المعوقات التي واجهت الخطة السابقة تمثلت بعدم توافق المخطط الهيكلي مع الخطة الانمائية مشيرة الى انشاء لجنة برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء للتأكد من تماشي مشاريع الخطة مع المخطط الهيكلي حتى يتم التوافق في الانجاز بينهما.

وذكرت ان الخطة الخمسية تضمنت امورا بشأن تقليص الدورة المستندية ومنها تعيين مدير تنفيذي للمشاريع الكبرى الحيوية الاستراتيجية التي وضعت في الخطة ليقوم بمتابعة حل كافة المعوقات استنادا للصلاحيات التي اعطيت له مع متابعة ادائه بصورة دورية كل ثلاثة أشهر للتأكد من سير المشاريع بحسب ما هو مخطط لها.

واشارت الى تشكيل لجنة عليا بشأن التركيبة السكانية لمعالجة الاختلالات حيث قدمت توصيات عدة سترفع لمجلس الوزراء لاقرارها قبل بداية الخطة وهو ما سيساهم في زيادة فرص عمل العمالة الوطنية.

واوضحت ان هناك قانون يراجع في اللجنة القانونية من اجل تعديل قانون التخطيط التنموي سيجعل الخطط تنبع من الامانه العامة للتخطيط وان تتبع ادارات التخطيط في مؤسسات الدولة فنيا للأمانة العامة.

وذكرت ان هناك مرسوم سيخرج "لمحاسبة القياديين سنويا بشأن ما انجزوه من مشاريع في تنفيذ الخطة اضافة الى ربط مكافات الفرق مع نسب الانجاز في الخطة".
وبينت الوزيرة الصبيح ان نسبة الانجاز في الربع الثالث من سنة (2014 -2015) من الخطة بلغت 41 في المئة "وهو ليس الطموح في حين كانت النسبة مقارنة مع السنة الماضية في العشرينات".

وذكرت ان هناك لجنة في مجلس الوزراء تعقد اجتماعات اسبوعية لمتابعة المعوقات في المشاريع كما شكلت لجنة ثنائية تجتمع بكل وزارة لمتابعة مشاريعها ومحاسبة المقصرين ستقدم جداول شهرية للجنة الشؤون المالية والاقتصادية البرلمانية بشأن المشاريع ومدد انجازها والمسؤولين عنها. من جانبه قال الامين العام المساعد لشؤون التخطيط في الامانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية الدكتور رياض الفرس ان التكلفة الاجمالية للمشاريع في الخطة السنوية الخمسية المقبلة تبلغ 34 مليار دينار في حين تبلغ اعتمادات وزارة المالية خلال السنة المالية الاولى من الخطة 6ر6 مليار دينار مقسمة على 92 مشروعا جديدا و429 مشروعا مستمرا ما بين مشاريع انشائية واخرى تطويرية.
اوضح الفرس خلال مشاركته بالجلسة بعرض الخطة الانمائية ان الخطة الخمسية الثانية تعتبر امتداد للخطة الاولى والهدف منها الوصول الى رؤية الكويت سنة 2035 مشيرا الى ان الخطة تنطلق من خمس اهداف استراتيجية تقع ضمن 28 قطاعا تنمويا وتشتمل على 105 أهداف مرحلية حددت بناء عليها 342 سياسة آلية لتحقيق هذه الأهداف ومجموعة من المتطلبات التشريعية في المجالات المختلفة كالتنمية الاقتصادية والبشرية والادارية.

وذكر ان الخطة انطلقت من مسارين الاول يتعامل مع الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد الكويتي والتركيبة السكنية وسوق العمل والمجالات الاخرى فيما يتعلق المسار الاخر بتحقيق الرؤية.
وبين الفرس ان القضية الاسكانية كانت ابرز القطاعات التي تضمنته الخطة لاهميتها بالنسبة للمجتمع الكويتي حيث وضعت مجموعة من المعالجات بشأن الرعاية السكنية ومنها تعديل فلسفة الرعاية من خلال وضع سياسات اسكانية متكاملة وتغيير نمط بناء المدن والتوافق بين الخطة والمخطط الهيكلي لحل العديد من المشاكل وتوفير الاراضي اللازمة فضلا عن زيادة مساهمة القطاع الخاص.

وذكر ان الوحدات السكنية التي سيتم توزيعها خلال الخطة تبلغ 45 الف وحدة سكنية الى جانب مشاريع مؤسسة الرعاية السكنية غير الواردة بالخطة مشيرا الى ان الخطة 2015 - 2016 ستبدأ بنحو 126 ألف طلب اسكاني وتنتهي بنحو 166ألف طلب.

وحول قضية التعليم قال الفرس ان الخطة تضمنت معالجات اتجاه التعليم العام والخاص بالبلاد ومنها تطوير المناهج الدراسية وفق المعايير الدولية وتطبيق نظام الاعتماد الاكاديمي على المؤسسات التعليمية العامة والخاصة خصوصا في مستوى التعليم العالي بالاضافة الى تطبيق نظام رخصة المعلم على ان يكون للقطاع الخاص دور اكبر في انشاء الجامعات والكليات العالمية.

واشار الى قيام الادارة المركزية للاحصاء بدراسة مع البنك الدولي لخلق نظام يشخص مكامن الخلل في عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل الى جانب قيام العديد من المؤسسات التعليمية بتغيير فلسفتها في قبول الطلبة وفتح مزيد من التخصصات العلمية.

وذكر ان المعالجة تتضمن رفع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي من خلال مدينة صباح السالم الجامعية (الشدادية) وكذلك زيادة البعثات الدراسية الداخلية لتشجيع القطاع الخاص موضحا ان نسبة خريجي الثانوية العامة في القسم العلمي يبلغ حاليا 49 في المئة حيث تطمح الخطة الى ان تفوق نسبة خريجي القسم العلمي خريجي القسم الادبي.

وحول القضية الصحية أوضح الفرس ان الخطة ركزت على موضوع الأنماط الصحية وبرامج التوعية الصحية الى جانب تحسين جودة الخدمات الصحية ورفع كفائتها وتعزيز دور القطاع الخاص بتقديم الخدمات الصحية وخصوصا الصحة الوقائية.

وقال ان الخطة تضمنت كذلك قضية فرص العمل للشباب ومستقبلهم حيث بلغ متوسط الكويتيين الذين يتم تعيينهم في الحكومة خلال آخر اربع سنوات 800ر13 ألف مواطن "وهو أكبر من الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الحكومية وعليه لابد من خلق فرص عمل جديدة".

واضاف ان من المعالجات التي وضعت لهذا الامر هو زيادة مساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وصندوق المشروعات الصغيرة الذي سيفتح العديد من فرص العمل الحر أمام الشباب الكويتي.
وبين ان عدد الكويتيين العاملين في القطاع الخاص يبلغ حاليا 92 ألف مواطن حيث تطمح الخطة الى ان يرتفع العدد الى 137 ألف في نهايتها بزيادة بنسبة 51 في المئة ويصاحبها زيادة في مساهمة القطاع الخاص بالناتج المحلي الاجمالي.

وذكر ان القطاع الخاص الكويتي يساهم بنحو ربع النشاط الاقتصادي في البلاد "وهو الاقل بالنسبة لدول مجلس التعاون" مبينا ان زيادة استثمارات القطاع الخاص من 4ر2 مليار دينار الى خمسة مليارات دينار سيؤدي الى زيادة مساهمته في النشاط الاقتصادي وخلق فرص وظيفية جديدة