جنود عراقيون

 قتل جندي عراقي في مواجهات مع مسلحين خلال مداهمة نفذتها القوات الامنية ليل الخميس الجمعة بحثا عن احد المشتبه بتورطهم في عملية خطف 18 عاملا تركيا في بغداد الاربعاء، بحسب بيان عسكري.
ولم يحدد البيان هوية المسلحين الذين جرى الاشتباك معهم في شارع فلسطين بشرق بغداد، لكن كتائب حزب الله احدى ابرز الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم داعش ، قالت ان مقرا لها في الشارع نفسه تعرض للمداهمة.

وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان "نتيجة توفر معلومات استخبارية بوجود احد افراد العصابة المنفذة لعملية خطف العمال الاتراك، تحركت قوة للبحث والتفتيش في شارع فلسطين، الا انها تعرضت لاطلاق نار من عناصر مسلحة حاولت اعتراضها". واضاف البيان ان ذلك ادى الى "استشهاد جندي واصابة ثلاثة آخرين".
من جهتها، افادت قناة الاتجاه المقربة من كتائب حزب الله عن "مداهمة احد مقراتها (الكتائب) في بغداد" مساء الخميس.
ونقلت عن مصدر في الكتائب ان "المداهمة شملت تطويق احد مراكز حزب الله اضافة الى جامع بقية الله في منطقة شارع فلسطين ببغداد".

وكان مسلحون مجهولون خطفوا صباح الاربعاء 18 عاملا تركيا من مكان عملهم في ورشة لبناء ملعب لكرة القدم في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد. وتنفذ المشروع شركة "نورول" التركية.
واتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "الفاسدين واصحاب الجريمة المنظمة" بالوقوف خلف العملية، مؤكدا انه اصدر "الاوامر بالتعامل مع هؤلاء كما يتم التعامل مع الارهابيين".

وتنتشر على نطاق عريض عمليات الخطف في بغداد ومناطق عراقية اخرى، وقد تكون لطلب المال والفدية، او لخلفيات سياسية او طائفية.
وتعد مدينة الصدر معقلا اساسيا لفصائل شيعية مسلحة تقاتل الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال العراق وغربه منذ هجوم كاسح في حزيران/يونيو 2014.

وتتهم انقرة بالتساهل عن اعمال التنظيم الذي يسيطر كذلك على مساحات واسعة في سورية. الا ان الحكومة التركية اعطت مؤخرا الدول المشاركة في الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، الضوء الاخضر لاستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا، لاستهداف الجهاديين في سوريا.

وهي المرة الثالثة يتعرض مواطنون اتراك للخطف في العراق خلال الاشهر الـ 18 الاخيرة. وفي حين كانت عمليتا الخطف السابقتين في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، وقعت عملية الاربعاء في منطقة تتمتع فيها الفصائل الشيعية المسلحة الموالية للحكومة، بنفوذ واسع.

ولجأت بغداد بشكل مكثف الى الفصائل المسلحة لدعم قواتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بعد انهيار العديد من قطعات الجيش والشرطة في وجه هجوم العام الماضي. الا ان تزايد نفوذ الفصائل يثير حفيظة اطراف عدة منها واشنطن ومنظمات حقوقية دولية تتهم بعض هذه الفصائل بالتورط في عمليات خطف وسرقة، واخرى ذات طبيعة مذهبية، والبقاء دون محاسبة.

المصدر أ.ف.ب