باريس ـ أ.ف.ب
غالبا ما كان مهرجان كان ساحة للجدل والفضائح والشجاعة الفنية في آن واحد. كان مصدر إشاعات غريبة وحقائق طريفة حول المشاهير، والمكان الذي توجت فيه أفلام صارت من كلاسيكيات السينما رغم انتقادات الصحافة أو الرأي العام أو الكنيسة. فما هي أهم ميزات النسخة 67 التي تنطلق الأربعاء 14 مايو/أيار؟
رئيس يدير المهرجان لآخر مرة، وضيوف من أكبر نجوم الفن السابع، وجدل سينمائي-سياسي واسع حول فيلم الافتتاح، واتهامات باختيار في كل مرة نفس المخرجين... تعد النسخة 67 لمهرجان كان والتي تمتد من 14 إلى 25 مايو/أيار بأن تكون مليئة بالمفاجآت. وقد وصل الثلاثاء إلى كان العديد من الصحافيين لتغطية الدورة، وكل سيشاهد الأفلام حسب ما يسمح له لون الاعتماد الذي يحمله. فبين مختلف زوار هذا الموعد السينمائي الأكبر في العالم وبين البساط الأحمر... درجات.
مهرجان يعيد نفسه؟
كثيرا ما يتهم النقاد مهرجان كان بأنه يستضيف دائما نفس المخرجين ويبتعد بالسينما التي تعتبر فنا شعبيا عن ميزتها الأولى، وأن المصالح قد تكون كبيرة بين أعضاء لجنة التحكيم والمتسابقين الذين غالبا ما عملوا مع بعض. فهذه السنة مثلا يشارك البريطاني كان لوش والكندي ديفيد كروننبرغ والأخوين البلجيكيين دردين في المسابقة الرسمية وكانوا قد حازوا مرارا جوائز في المهرجان. وقال النائب العام للمهرجان تيري فريمو لفرانس 24 "عندما تطفأ الأضواء لا نفرق بين فيلم هذا أو ذاك، كل ما نريده هو مشاهدة أفلام جيدة والأفلام الجيدة يخرجها ديفيد كروننبرغ، الذي يتهجم بشراسة على عالم هوليوود، والأخوين دردين اللذان يواصلان صنع نوع من "الوسترن" الاجتماعي مع ماريون كوتيار في دور البطولة والتي أكدت أنها عاشت في السنوات الأخيرة التجربة السينمائية الأقوى في مسيرتها". وأضاف أن باقي الاتهامات "زبد إعلامي، فيجب مشاهدة الأفلام أولا وإذا اعتبر البعض أن فيلم كان لوش، الذي أجده رائعا، لا يصلح للسباق فللحديث بقية".
سينما عربية شبه غائبة
تبدو السينما العربية شبه غائبة عن النسخة 67 من مهرجان كان حيث سيقتصر حضورها على فيلم واحد في المسابقة الرسمية نحو السعفة الذهبية وهو "تمبكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو. ومن الجدير ذكر الفيلم الوثائقي السوري "ماء الفضة" للمخرجين أسامة محمد وسيماف وئام بدرخان الذي يندرج ضمن المختارات الرسمية للمهرجان لكنه يعرض خارج المسابقة. وقال تيري فريمو لفرانس 24 "حضور أسامة محمد هو وسيلة للاحتفاء بالسينمائيين العرب وللتدليل بأن هنالك حراك في المنطقة العربية ولا يقتصر الأمر على منطقة فلسطين وإسرائيل ولبنان بل يشمل أيضا كل منطقة الخليج". ونشير إلى حضور المخرج المصري عمر الزهيري بفيلم "ما حدث بعد وضع حجر الأساس لمشروع الأساس بالكيلو 375" وهو من المختارات الرسمية ويشارك في مسابقة "سينيفونداسيون "التي أسست لمساعدة السينمائيين الشباب. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة "سينيفونداسيون" لهذه السنة المخرج الإيراني عباس كياروستامي كما أن الموريتاني سيساكو عضو فيها. وتم من جهة أخرى اختيار فيلم "شلاط تونس" للتونسية كوثر بن هنية للمشاركة في مهرجان كان 2014 بعد ترشيح من قبل جمعية الأفلام المستقلة للتوزيع إلى جانب ثمانية أفلام طويلة من مختلف أنحاء العالم لعرضه في قسم خاص بأفلام الجمعية ACID.
جدل وخلافات حول فيلم الافتتاح "غريس دي موناكو"
يثير فيلم "غريس دي موناكو" للفرنسي أوليفيه داهان، والذي يفتتح مهرجان كان في 14 مايو/أيار 2014، الجدل منذ أشهر بسبب خلاف بين المخرج من جهة والمنتج الأمريكي. وبلغت حدة الخلاف درجة أن عرض الفيلم أجل في الولايات المتحدة إلى تاريخ غير محدد. واتهم داهان منتجه في الصحف بأنه خان الفيلم وقيمته الفنية لأسباب تجارية خسيسة.
من جهتها وصفت العائلة الحاكمة في موناكو الفيلم الذي تلعب النجمة نيكول كيدمان دور نجمة هوليود الراحلة وأميرة موناكو غريس كيلي بالـ"مهزلة" مؤكدة أنه بعيد عن الواقع. وقال الأمير البير وشقيقتيه الأميرة كارولين والأميرة ستيفاني، أبناء غريس كيلي، إن الفيلم يعتمد على "مصادر تاريخية خاطئة ومشكوك فيها" وأن طبيعته "خيالية تماما."
وقال تيري فريمو لفرانس 24 "الكل يعترف بأنه أنسب فيلم لحفل الافتتاح فهو يجمع المكونات الأساسية وداهان مؤلف يصنع أفلاما شخصية. لنتذكر مثلا فيلم "لاموم" الذي قاد البطلة ماريون كوتيار إلى قمة الشهرة العالمية". وأضاف "يقال إن كان يفتح موسم الصيف فهي المرة الأولى في السنة التي نعود فيها للبحر، وهذا الفيلم يعطينا إحساسا بافتتاح موسم السحر والإغراء".