الخرطوم - العرب اليوم
تأثر الاقتصاد السوداني بالعقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة الأميركية منذ ما يقارب 20 عاما خلال فترة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون حيث شملت العقوبات قائمة طويلة من الصادرات والواردات، وتعطيل الخدمات المصرفية و خدمات التحويلات البنكية عن طريق الأنترنت، وتجميد أصول الحكومة ، قبل أن تفرض مزيدا من العقوبات عام 2006 .
وفى دراسة أعدها مركز "الخرطوم" للدراسات كشفت عن حجم الخسائر الاقتصادية لدولة السودان ، حيث قدرّت إجمالي الخسائر بنحو 500 مليار دولار، وتقدّر الخسائر غير المباشرة التي يتكبدها السودان جراء العقوبات بأربعة مليارات دولار سنويا.
وقالت الدراسة إن الخطوط الجوية السودانية من أكثر الجهات المتضررة من هذه العقوبات إذ كانت (سودانير ) تسيطر على الأجواء الأفريقية ، إذ حُرمت من الحصول على قطع الغيار والصيانة الدورية لطائرتها فحدثت جراء ذلك أكثر من عشرة حوادث طيران ، الأمر الذي أدى إلى بقاء معظم أسطولها رابضاً في أرض المطار. بسبب هذا الحصار كما أثر ذلك على قطاع الرياضة .
وتأثر قطاع النقل والمواصلات، فتوقفت السكك الحديدية وتعرض لخسائر بالغة بسبب العقوبات وعجزعن توفير قطع الغيار اللازمة لتشغيل المحركات، الأمر الذي أدى إلى عدم القيام بدورها في التنمية الاقتصادية.
وأدى تأثير العقوبات أيضا على النقل النهري والبحري إذ انخفضت أعداد السفن من 16 سفينة إلى سفينة واحدة فقط تعمل فعليا .
وأثر الحصار الاقتصادي أيضا على القطاع الصناعي. فقد تأثرت الصناعة سلبا خاصة الصناعة ذات المنشأ الأميركي أو الأوروبي.
وتوقفت بعض المصانع نهائيا عن الإنتاج بسبب عجزها عن استيراد قطع الغيار من الخارج، كما توقفت مصانع بسبب البرمجيات الغربية.
وتأثر أكثر من ألف مصنع بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج وتسريح الكثير من العاملين وفقدهم وظائفهم
كما تأثر أيضا القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه أغلب السودانيين. فقد ارتفعت أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي وذلك بسبب انخفاض قيمة الجنيه السوداني، من جانب، ومن جانب آخر بسبب شراء المدخلات عبر الوسطاء ومن السوق السوداء وبسبب تخوف البنوك من التعامل مع السودان وتم رفع أسعار التأمين، مما أدى إلى زيادة التكلفة وعجز السودان عن سد النقص الناتج عن التكنولوجيا الغربية في مجال الزراعة والري والثروة الحيوانية.
وحرمت العقوبات القطاع الصحي من الأجهزة الطبية والأدوية والمستحضرات الأمريكية ، وأثرت أيضا على مهام معامل التحليل الطبية، كما أثرت سلبيا على مرضى بعض الأمراض .
كذلك أثر الحصار على قطاع الخدمات فتأثر قطاع الفنادق فأغلقت بعض الفنادق العريقة مثل المريديان والهيلتون أبوابها وانخفضت السياحة الغربية للسودان .