صلاح الدين الجمالي

تم بعد ظهر اليوم الاربعاء، بقاعة الطاهر الحداد بالمكتبة الوطنية، تكريم الديبلوماسي السابق صلاح الدين الجمالي الذي قام بإهداء مكتبته الخاصة لهذه المؤسسة. 

وذكرت مديرة المكتبة الوطنية، رجاء بن سلامة في كلمة ألقتها بهذه المناسبة التي حضرها عدد من المثقفين والوزراء السابقين، أن المكتبة المهداة تحتوي على 2170 عنوانا من الكتب و65 عنوانا من الدوريات موزعة بين 1772 عنوانا باللغة العربية و398 إصدارا باللغة الفرنسية والإسبانية و61 عنوان دورية باللغة العربية الى جانب 4 عناوين دوريات باللغة الفرنسية.

وأوضحت أن 1152 عنوانا من بين مجموع الكتب المهداة غير متوفر لدى المكتبة الوطنية التونسية قائلة : "إن الكثير من عناوين مكتبة صلاح الدين الجمالي يعد من الكتب النفيسة والنادرة وهو ما يساهم في إثراء المكتبة وللمخزون الوثائقي الوطني". وقالت إنه تم إعداد فهرس يحتوي على قائمة الكتب والدوريات المهداة إضافة الى صور عدد من صفحات العناوين النادرة والقيمة على أن تفهرس بقية الكتب لاحقا.وبينت المسؤولة أن أرصدة دار الكتب الوطنية التي تكونت نواتها الأولى سنة 1885 تتغذى من ثلاثة مصادر وهي: الإيداع القانوني والإقتناء الذي أصبح محدودا محدودية إمكانيات المكتبة خاصة مع نزول قيمة الدينار التونسي. أما المصدر الثالث الذي ينمي أرصدة المكتبة فيتمثل في الإهداء الذي يقوم به عدد من المتبرعين بكتبهم لإثراء المخزون الوثائقي الوطني.

ومن جهته بين صلاح الدين الجمالي أن فكرة إهداء مكتبته التي عمل على تأثيثها من تونس ومن الخارج لدار الكتب الوطنية تنبع من قناعته بدور هذه المؤسسة العلمية العتيدة في مساعدة الدارسين والباحثين الذي ينهلون من مراجعها.
وأضاف أن هذا المعلم المشع في تونس يمثل المكان الأفضل لتأمين هذه الكتب والمحافظة عليها والاستفادة منها قائلا "هي كتب طالما تعايشت معها بوئام في بيتي اخترت أن ينتهي بها المطاف الى خزينة المكتبة الوطنية التونسية".

وتطرق الجمالي لمسألة خدمة الثقافة للعمل الديبلوماسي والعكس بالعكس مستدلا على ذلك بما تقوم به عديد الدول لنشر ثقافتها عن طريق سفرائها والبعثات الديبلوماسية لديها "مثل مصر التي تحرص على توظيف حضارتها الفرعونية ومنتوجاتها الثقافية الغزيرة في الجانب الديبلوماسي وكذلك الشأن بالنسبة لتركيا التي تستعمل العنصر الثقافي نظرا لما يحققه من انتشار أسرع دون حساسيات لخدمة مصالح ديبلوماسية " مشددا على ضرورة دعم التواصل بين الديبلوماسية والثقافة عبر تشريك السفارات في العمل الثقافي.
وأكد وزير الثقافة الأسبق، عبد الباقي الهرماسي بدوره في مداخلة له بالمناسبة على أهمية العلاقة الجدلية التي تربط الديبلوماسية بالثقافة باعتبار أن العمل الديبلوماسي يساهم في نشر الثقافة كما أن البعد الثقافي يخدم الديبلوماسية مؤكدا على دور كليهما في بناء جسور التواصل بين المجتمعات.

وجدير بالذكر أن صلاح الدين الجمالي يعد جامعيا درس الجغرافيا وله فيها مؤلفات عديدة سواء تعلق الأمر بالجغرافيا الاقتصادية أو الإنسانية، وأحرز على شهادة الدكتوراه في الجغرافيا من جامعة باريس. كما أنه ديبلوماسي سابق إذ تولى منصب سفير تونس في باريس وفي عديد من البلدان العربية على غرار مصر والمملكة العربية السعودية والأردن. كما شغل خطة مندوب مساعد لتونس لدى منظمة المؤتمر الإسلامي وكان مندوبا عاما لتونس لدى الجماهيرية العربية الليبية و كاتب الدولة للشؤون المغاربية والعربية والإفريقية بوزارة الخارجية التونسية.